أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن الأمن في الأوطان من أعظم نعم الله عز وجل على المسلم حيث امتن الله بها على عباده في قوله تعالى: " الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ". جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها سماحته مساء أمس بعنوان (نعمة الأمن) بقاعة المحاضرات في نادي ضباط قوى الأمن الداخلي بحضور وكيل وزارة الداخلية لشؤون الحقوق الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله المخضوب وجمع من ضباط وأفراد وزارة الداخلية وطلاب الكليات والمعاهد الأمنية. وعدّ سماحته أن المجتمع المسلم المطبق لشرع الله ينعم الله عليه بالأمن عقديا وفكريا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، قال تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ". وحذّر سماحته في معرض حديثه عن الأمن الفكري من مواقع الإنترنت والفضائيات المشبوهة والمضللة التي تشوّه صورة الإسلام والمسلمين وتدعو للفتن وتنشر الفوضى وتنشر الأكاذيب والأباطيل، ولفت النظر إلى أنه لا بد من مواجهة تلك الأخطار ومعالجتها بمواجهة الباطل بالحق ودحض الباطل قال تعالى: " وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا". وقال: على المجتمع المسلم أن لا ينجرف للدعايات المضللة والأفكار الهدامة التي لا خير فيها وأن يقفوا منها موقفا حازما وأن يعلموا أنها وسائل استخدمت فيما لا خير فيه واستغلت للأكاذيب والأباطيل وإفساد الأخلاق، مؤكدا ضرورة تكاتف الجميع مع القادة وولاة الأمر؛ للحفاظ على الأمن والاستقرار استجابة لقوله تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ". وشدد سماحته على أهمية أن يكون المؤمن عوناً للحفاظ على الأمن، أمن وطنه وأمته، ومحافظاً على دينه وعقيدته، وواقفاً ضد العابثين والمخربين والمجرمين وكل من يحاول النيل من الأمن أو المساس بالاستقرار. وأفاد سماحته أن على رجل الأمن أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة وأن يكون قدوة بالتزامه بالصلوات والمحافظة عليها والتزامه بالأعمال الصالحة والفضائل والبعد عن كل ما يخدش دينه وأن يكون مثاليا في أخلاقه وتعامله مع الآخرين لأنه قدوة وعليه من المسؤولية ما ليس لغيره. وسأل الله العلي القدير أن يمن على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالصحة والسلامة وأن يوفقه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله - داعياً الله التوفيق والسداد لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وأن يعينه على عمله في خدمة دينه ووطنه. عقب ذلك فتح باب الأسئلة والمداخلات للحضور. وفي الختام تسلم سماحة مفتي عام المملكة درعا تذكاريا بهذه المناسبة قدمه الدكتور المخضوب. تجدر الإشارة إلى أن المحاضرة ضمن الأنشطة الثقافية التي تقيمها العلاقات العامة والتوجيه بوزارة الداخلية ممثلة بالشؤون الثقافية وتستضيف عدداً من العلماء والمفكرين والمسؤولين للتحدث ومناقشة موضوعات مختلفة.