الضحك هو سيد اللغات العالمية انتشاراً ويعمل على إضفاء الصفاء على كل من الروح والجسد، ويعد المعالج المساهم في مقاومة الضغط النفسي، وتحسين الاتصال بين الناس، ورفع معدلات الثقة بالنفس، كما أنه أسلوب وقائي من الأمراض الناتجة عن الانهيار العصبي، ويعتبر المحفز الأكبر لإطلاق مادة "الأندروفين" المسكنة للألم في الجسد، والدافعة لاسترخاء الأعصاب، وتحسين المزاج، وقد أكدت دراسة فرنسية أن الضحك يساعد على تقوية مناعة الجسم ضد الكثير من الأعراض والأمراض، وتعزيز الشفاء من الصداع والآلام والاضطرابات والأرق الليلي والإحباط، وهو ما دفع بعض الأطباء إلى إدخال الضحك في الوسائل العلاجية، وكانت سيدة نمساوية تدعى "إلينا مويلير" قد ابتكرت حلقات دراسية حول "يوجا الضحك"، للمساعدة على التكيف مع الأزمة المالية العالمية، كما وضعت كتاباً حول طريقة أداء تمريناتها، مؤكدةً أن يوجا الضحك طريقة رائعة لخلق حالة نفسية مبهجة، تتعامل مع التحديات التي يواجهها الإنسان في حياته اليومية. وتعد الوسيلة المثلى للقيام بذلك هي استثارة زوايا الفم للابتهاج، حتى لو كانت الأمور في أسوأ حالاتها، وإلى جانب القهقهة والابتسام، يمكن إشراك الجسد كله في تمارين لتحفيز "خلايا الضحك" لتجنب الشعور بالإحراج أثناء التدريب بالأماكن العامة. وتعود فكرة "يوجا الضحك" إلى عام 1995، عندما أنشأ الدكتور "مادان كاتاريا" في مدينة مومباي الهندية أول نادٍ ليوجا الضحك لتحسين الصحة، وانضم دكتور "كاتاريا" إلى 24 عضواً تهتم بهذا النوع من اليوجا في تايوان، في لقاء عُقد بإحدى الحدائق العامة في تايوان، لممارسة الضحك الجماعي، والمشاركة في استنباط طرق جديدة لاستخراج الضحك من الأعماق وبالتنفس العميق، كعلاج مجاني وذلك حسب قول الطبيب الهندي، وبدأت حركة "يوجا الضحك" في الانتشار حول العالم، حيث يوجد في الصين ما بين سبعة إلى ثمانية أندية ليوجا الضحك أسسها "تشانج لي"، المدير السابق بإحدى الشركات في إقليم شيتشين بجنوب الصين، والذي أُصيب باكتئاب عندما تعرضت شركته لخسارة مالية، فاتصل "بتشين تا- تشينج" عام 2006 ليسأل عن اليوجا، وبعد أن عالج اكتئابه بيوجا الضحك أغلق "تشانج" شركته، ويدير الآن أخرى للعلاج بالضحك. يذكر أن تأسيس أول ناد للضحك في العالم العربي كان في تونس، بواسطة سيّدة تدعى "دليلة الغرياني"، عملت كموظفة بمكتبة المركز الثقافي الإنجليزي في تونس، حيث شاهدت برنامجاً تلفزيونياً عن أسلوب "يوجا الضحك"، فسافرت إلى إنجلترا لتلقي تدريب في هذا الاختصاص النادر، ثم عادت لتحوز قصب السبق في هذا المضمار . ويعتمد المشاركون في أندية "يوجا الضحك" على بعض المبادئ التي وضعها الدكتور "كاتاريا"، وهي تمارين تهدف إلى استنباط الضحك من الداخل بأشكال مختلفة، من خلال تقنيات نفسية وجسدية لإثارة الضحك، وعبر تمارين متنوعة غايتها البحث داخل كل منا عن الطفل الضاحك المستغرق في ضحكه، حيث يضحك الطفل بمعدل يتراوح من 300 إلى 400 مرة في اليوم، وكلما كبرنا خفت هذه العادة لدينا، وتتواصل الجلسة الواحدة قرابة الساعة، ينتقل الضحك فيها بين المشتركين فيما يشبه العدوى، وهي طريقة لرفع المعنويات، وتقوية العزيمة، وإدخال البهجة على النفس، جدير بالذكر أن10 دقائق من الضحك تساوي نصف ساعة على آلة المشي لحرق السعرات الحرارية، كما يعد هذا النوع من اليوجا مناسب لكلّ الأعمار، والمنافع الصحيّة تظهر من أول جلسة فهو يحارب التوتّر، ويحرّك هرمون السعادة، ويساعد على مواجهة المشاكل اليومية، ولا يُعد بديلاً عن العلاج الصحي وإنما يُسرّع ويخفف من الألم .