المذاكرة والامتحانات من الأمور التي تشغل بال كثير من الأطفال، وأحياناً يشعر الطفل بالملل أثناء حل واجباته واستذكار دروسه، كما أن الامتحانات تعد هاجساً مخيفاً عند كثير من الأطفال، ولكي يذاكر الطفل بشكل ناجح وفعال؛ لابد وأن يتحرر من الخوف الذي يسيطر عليه، فمن المهم أن يعرف الأطفال أن الامتحانات ما هي إلا تحصيل لما سبق دراسته، ومقياس لاستيعابه لما درسه طوال فصل دراسي كامل. وقد أظهرت جميع الدراسات أن الطفل الذي يحظى بصحة جيدة وسليمة؛ يذاكر جيداً؛ لأن الغذاء ينشط الذاكرة ويقويها، لذا نجد أن هناك كثير من الأطفال يبذلون مجهوداً كبيراً في الدراسة، ولكن بلا فائدة، لذا يجب أن يوفر للطفل جميع الأغذية الصحية بجانب الراحة والاسترخاء لكي يثمر في مذاكرته. وينصح العديد من علماء النفس الأمهات بضرورة اتباع مجموعة من القواعد التي تجعل أطفالهن متفوقين في دراستهم وذلك من خلال العديد من وسائل المساعدة التي تجعل المذاكرة تمر بكل سهولة والتي تجعل الوقت مليئاً بالمرح حتى يستمتع به الأطفال ويفهموا المعلومات بسهولة، وفي المقابل تحصل الأم على وقت استذكار خال من الصراخ والغضب. في البداية ينصح بأن تكون الأم جيدة لغوياً وأن تتفهم محتوى الدرس الذي سيتم استذكاره والمطلوب من الطفل تحديداً ومن ثم لابد أن تتواصل معه وتنزل لمستواه الفكري أثناء الاستذكار. بعد ذلك يمكن أن تستخدم الأم الألعاب، فبالطبع يكون لدى كل طفل الكثير من اللعب التي تريد الأم إخفاءها وقت الاستذكار وهذا يعد خطأ، حيث يمكن إخراجها وجعل هذه اللعب تشارك الطفل في استذكار دروسه حتى يشعر بأن الوقت ممتع ولطيف. كما يمكن أيضاً تعليم الطفل عد الأرقام وأسماء الألوان والحيوانات والخضروات عن طريق الألعاب المحببة إليه، وهذه الطريقة لها مفعول رائع من ثبات المعلومة في ذهن الطفل بعد ذلك. ولكن إذا كان الطفل في مرحلة عمرية أكبر من مرحلة اللعب يمكن أيضاً تعليمه عن طريق الصور ويكون من المفضل الاستعانة بالصور والرسومات البيانية الملونة حيث يمكن إحضار الألوان وكراسة الرسم وجعله يرسم ما يستذكره وذلك من شأنه أن يجعله يتقبل المعلومة بسهولة، كما يمكن إحضار بعض قطع الصلصال له وتجعله الأم يحول الكلمات التي يريد حفظها إلى كائنات مجسمة يتم شرح المعلومات عليها. كما يمكن أيضاً تأليف أغنية مع الطفل بها المعلومات التي تتضمنها دروسه، وهكذا سيحفظها ويفهمها أسرع وإذا نسي جملة سيتذكر اللحن وعليه سيتذكر الجملة التي كان يغنيها، فالكثير من أغاني الأطفال القديمة كانت تركز على أسماء الحيوانات والألوان والعديد من النصائح كي يتذكرها الطفل بسهولة. ويقترح العديد من المختصين أيضاً اختيار مكان مختلف للمذاكرة حتى لا يشعر الطفل بالملل فمن الممكن اصطحابه إلى الحديقة مثلاً، فالمكان يحدث تأثيراً كبيراً على الطفل فكلما شعر بالراحة والهدوء كلما استوعب المعلومة بسهولة وأصبح أكثر إقبالاً على المذاكرة. كما يجب أيضاً مراعاة الجلوس في الوضع السليم أثناء القراءة والمذاكرة؛ حتى لا تشعر العين بأي إجهاد، والجلوس بطريقة سليمة بأن يجعل الطفل جذعه معتدلاً أثناء جلوسه على المكتب مع تجنب الانحناء على المكتب، مع مراعاة أن تكون المسافة بين العينين والكتاب أثناء القراءة بين 30- 35 سم. ومن المهم جداً تخصيص دقائق لراحة الطفل بين كل درس وآخر حتى يستطيع أن يفصل المعلومات ويهيئ عقله لاستقبال المزيد، وفي هذا الوقت يستحسن إعطاؤه كوباً من العصير الطازج أو طعاماً مغذياً يجعله يشعر بالطاقة والنشاط، كما يمكن السماح له باللعب قليلاً حتى يشعر براحة نفسية تجعله يقبل على المذاكرة مرة أخرى.