مع تطور وسائل الاتصال الحديثة بين ثقافات العالم المختلفة، وظهور العولمة، بدت تحديات كبيرة أثرت على التراث البشري بمختلف مستوياتة ومجالاته، واستطاعت العولمة اختراق المجتمعات البشرية وأفقدتها هويتها ومضمونها الثقافي لاسيما المجتمعات الريفية في دول العالم الثالث. ولم يعد التراث العربي بمنأى عن الأخطار وتحديات العولمة التي أسهمت في طمس بعض ملامح الثقافة العربية. وأصبح من الضروري إعادة صياغة حكاية المكان والزمان وربطه بذهنية السكان والمجتمع المحلي والسياح على حد سواء. إضافة إلى تدوين حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كما بات من الضروري بمكان خلق أجواء تراثية وثقافية في أماكنها بقصد المحافظة على الهوية التراثية الثقافية حتى تصبح منسجمة مع أذواق الأجيال المستقبلية والسياح ونصل بالتالي إلى ما يسمى بعملية الاستقطاب الثقافي والتنمية الشاملة للمجتمعات الريفية. إن الأماكن التراثية تتضمن في فضاءاتها العادات والتقاليد والموروثات المختلفة واللغة والطبيعة، وأن المكان التراثي في زمن محدد هو الذي يحدد الهوية وزواله يعني هشاشة الأمة. لذلك فإن ثقافة الأماكن التراثية تعتبر قوة ينبغي أن نحافظ عليها وخاصة في زمن العولمة التي نعيش. ولا بد من إبراز المكان التراثي والقيم الثقافية لدى الناس بهدف التعريف والتذكير بالقضايا والملامح التي لا يعرف الكثير عنها من أبناء هذا الجيل في الوقت الحاضر وبالتالي خلق تنمية مستدامة لتلك المجتمعات الريفية لتعود بالنفع عليها جميعها. صفحة " Salwa AK "