محاولة التشكيك في أحقية الأربعة الكبار بهذا المسمى، ثم المغالطة في محاولة إخراج بعضها وإدخال أندية أخرى هو حديث يمكن أن يطلق عليه حديث البالونة لأنه يدور في موضوع محسوم من عقود ومدعوم بالوقائع والتاريخ، ولا يمكن تغيير التاريخ أو العبث بالواقع لمصلحة أي جهة. ولو بقي الأمر على ذلك التصريح الفقاعة لكان الأمر هينا، ولكن الأمر يبدو إما إنه مدعوما من جهة لا تتورع عن العبث بالتاريخ أو إنها مجرد إثارة زوبعة لا محل لها تأتي في غير محلها. دون سند من التاريخ ودليل من الواقع بحسبان أن هناك أمور تحول دون إضافة هذا النادي أو ذاك للأربعة الكبار، لأن ذلك يعني إخراج أحد الأربعة. فهل يعقل تاريخا وواقعا أن يخرج الاتحاد عميد الأندية السعودية من الأربعة الكبار وهو بطل آسيا الذي وصل لبطولة أندية العالم مرتين. وهل يتصور أحد أن يتم اخراج قلعة الكؤوس الأهلي من الأربعة الكبار وهو الحائز على أكثر من ألف بطولة في مختلف الألعاب وأكثر ناد سعودي تحقيقاً للبطولات الخارجية. وهل يمكن أن يخرج العالمي النصر وهو أول ناد سعودي يصل لبطولة أندية العالم وهل يعقل اخراج زعيم آسيا وهو اكثر الأندية السعودية تحقيقا لبطولات الآسيوية. إن القول بهذا أمر غير مقبول أو متصور حدوثه. فذلك كله مجرد فقاعات وغبار تذروه الرياح ومجرد سراب بقعية لا حقيقة له. ثم من هو النادي الذي يمكن أن يحل محل أحد هذه الأندية وهي تملك كل هذه الانجازات والبطولات والتاريخ والجماهير؟! معروف في العالم كله في المجال الرياضي أن أندية كبيرة قد يصيبها الضعف وتتكالب عليها الظروف فتبتعد عن ساحات البطولات سنوات عديدة ولكنها تبقى كبيرة بتاريخها وجماهيرها وكياناتها ورجالها ومنجزاتها السابقة. وهذا أمر طبيعي فليس هناك ناد في العالم يستمر طوال مشوار تاريخه وهو يحقق البطولات كل عام وإلا فلماذا التنافس على البطولات. انظروا لمنتخب البرازيل تخلف كثيرا عن تحقيق كأس العالم ولكن لا طعم ولا لون ولا رائحة لبطولة كأس العالم إذا لم تكن البرازيل حاضرة. رغم فقدانها لبطولات كانت اقرب إليها من حبل الوريد. أعتقد أن كل من لديه أدنى إلمام بأبسط مبادئ وتاريخ الرياضة بصفة عامة والرياضة السعودية بصفة خاصة يدرك أن مسمى الأربعة الكبار على كل من اندية الاتحاد والأهلي والنصر والهلال هو مسمى لا يمكن تجاوزه أو اغفاله أو انكاره، إلا من جاهل أو حاقد أو مكابر. ولعلني هنا شخصيا أذكر بعض الأسباب والمبررات التي فرضت ورسخت مسمى الأربعة الكبار واقتصاره على هذه الأندية دون سواها وسيبقى كذلك، وقد يكون هناك أسباب ومبررات غيرها يراه الآخرون دون شك فهي كثيرة جدا. فاذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الآتي: 1-الأربعة الكبار هي من أقدم الأندية تأسيسا فالاتحاد والأهلي أقدمية مطلقة والنصر والهلال لها أقدمية ايضا عن معظم أندية الوطن. 2-الاربعة الكبار منذ بدء انطلاق الدوري الممتاز ونظام الهبوط والصعود لم يهبط أي ناد من هذه الأربعة، بينما جميع الأندية الأخرى ذاقت مرارة الهبوط أو أنها صعدت إلى الدوري الممتاز بعد بدء العمل بنظام الدوري الممتاز. 3- الاتحاد والأهلي والنصر والهلال عرفت بالأربعة الكبار لحصولها على أكثر البطولات وقد سيطرت عليها زمنا طويلا في جميع الألعاب والسجلات الرسمية تشهد بذلك. 4- شعبية هذه الأندية هي الأكثر جماهيرية على مستوى الوطن كله، بل إن كثير من مشجعي الأندية الأخرى لا بد أن يكون أحد هذه الأندية الكبار مفضلا لديه. 5- الأربعة الكبار تضم غالبا مختلف أنواع الألعاب الرياضية (القدم والطائرة واليد والسلة والماء والتنس) بالإضافة إلى ألعاب القوى وغيرها من الالعاب. بينما الأندية الأخرى تعتمد على لعبة أو لعبيتن تبرز فيها فقط. 6- رؤساء الأندية الأربعة الكبار هم من أعضاء الشرف المعروفين وأبناء النادي الذين ترعرعوا في جنباته واختلط حب النادي بدمائهم، ولم يأتوا من خارج النادي فجأة وبدون مقدمات. 7- أن تشكيلة المنتخبات السعودية سواء في كرة القدم على مستوى درجاتها أو غيرها من الألعاب المختلفة لا تخلو قوائمها من عدد كبير من لاعبي هذه الأندية فالأربعة الكبار الرافد الأساسي لهذه المنتخبات على مدى عهد الكرة السعودية. 8- يكفي أحد الأندية الكبار فخرا وهو النادي الأهلي بأن اثنين من لاعبيه هما من حققا ميداليتين برونزية في مونديال لندن مؤخرا. 9 - وللدلالة على أحقية هذه الأندية الأربعة بمسمى الكبار أنها كانت محط أنظار الشركات المستثمرة في الإعلان فكانت الأربعة هي التي حظيت برعاية شركات الاتصالات السعودية وموبايلي، وهي التي يمكن ان تكون كذلك حتى في مستقبل الأيام. فهؤلاء الكبار يبقون كذلك مهما كانت المستجدات في الساحة الرياضية ومهما اطلق حولها بعضهم من فقاعات للنيل من هذا الواقع. قد يكون هناك بعض الأندية تشترك في صفة أو صفتين أو ثلاث من هذه الصفات العشر ولكنها لا تصل بحال من الأحوال إلى كل هذه الصفات التي يمكن الاعتماد عليها في احقية الأربعة الكبار بهذا المسمى رضي من رضي وأبى من أبى. اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا إنك ولي ذلك والقادر عليه.