تصريح الأستاذ خالد البلطان رئيس نادي الشباب بأن الأندية الكبار لم تعد أربعة بل أصبحت ثلاثة وهم الهلال والاتحاد والشباب أثار ضجة كبيرة في الوسط الرياضي وخصوصاً من قبل النصراويين والأهلاويين، فالمتعارف عليه منذ عقود أن الأندية الكبار هم الهلال والاتحاد والنصر والأهلي واعتاد الرياضيون على هذا المسمى ورضوا به وخصوصاً مسؤولين وجماهير تلك الأندية الأربعة لأن هذه المقولة ترضي طموحاتهم، ولهذا كان من غير المقبول أن يتقبل مسؤولو وجماهير هذه الأندية هذا التصريح، وانبرى إعلاميو هذه الأندية ليدافع كل منهم عن ناديه وبشراسة وبكل ما أوتوا من قوة وأصبح كل واحدٍ منهم يصول ويجول من أجل إثبات خطأ مقولة البلطان بتبريرات (لا تسمن ولا تغني من جوع )، فنجد بعضهم يقول ان الأندية الكبار المذكورة أصبحت عرفاً بمعنى أنها من المسلمات غير القابلة للتغيير والبعض الآخر ينظر للكبار من ناحية تاريخية ويتحدث عن العراقة وآخرون يقولون انها تقاس من حيث الجماهيرية ويقول البعض منهم إن المعيار هو الإمكانات المادية، فالكل مسموحٌ له أن يبدي وجهة نظره في هذا الشأن إلا البلطان وهذا وفق رأيهم وهو ما يثير استغرابي، وكأن مقولة الأربعة الكبار دستور لا يقبل التغيير وإن كان الدستور أيضاً عرضة للتغير حسب المتغيرات، وكأن هناك لوحة كتب عليها (ممنوع الاقتراب) من هذه الأندية الأربعة المدججة بالإعلاميين ومن يفعل سيجد الهجوم الكاسح عليه دون هوادة، ومن وجهة نظري أرى أنه من حق البلطان أن يبدي وجهة نظره لكونها تلامس الواقع منذ أكثر من عشر سنوات وخصوصاً إذا لم يتضمن تصريحه الهجوم المباشر الواضح على ناديٍ بعينه أما مسألة الدخول في النوايا بأن هناك إسقاطات ومقاصد فهذا أمرٌ يؤسف له في ظل مبدأ حسن الظن بالآخرين وهو مبدأ إسلامي لا مجال فيه للنقاش، فالوقع يقول بأن هذه الأندية الثلاثة هي المسيطرة على بطولات الدوري خلال أكثر من عقد من الزمان ولا يخرج علي أحدهم بقوله بأن الأندية الأخرى حققت بطولات محلية أخرى كبطولة الصداقة وغيرها برغم أنها بطولات معترف بها دون شك إلا أنها بالتأكيد لا توازي بطولة الدوري في الأهمية من حيث المشاركات القارية كونها هي المعتمدة لدى الاتحاد الآسيوي، ولو نظرنا لتصريح البلطان من هذا المنظور سنجد أنه لم يبتعد كثيراً عن الواقع المشاهد والملوس، وأتساءل من هو الذي أطلق مقولة الأربعة الكبار؟ فلم نسمع بمثل هذه المقولة في كافة دول العالم وحتى (الفيفا) حين ترغب في التصنيف نجدها تستخدم طرقا علمية مدروسة وإحصاءات مقننة لتصنيف أندية ومنتخبات العالم الأفضل فالأفضل، وختاماً أقول انه قد تم قد حسم هذا الأمر من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ولم يتنبه الكثيرون للأسف لهذا الحسم، فلم يعد هناك أربعة أندية كبار ولا يوجد ثلاثة أندية كبار ولا حتى خمسة أندية كبار فالكبار ثمانية بأمر الملك حفظه الله بدليل استحداث بطولة (كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال) ولا أعتقد أن الأبطال ليسوا كباراً، وهذا يعني أن الكبار لم يعودوا ثلاثة ولا أربعة ولا خمسة بل آن الآوان لتسميتهم (الثمانية الكبار) فكل من يمثل في هذه البطولة ويستمر متواجداً فيها يعد من الثمانية الكبار في الأندية السعودية. بين السطور إذا نظرنا للكبار من حيث بطولات الدوري فالهلال والاتحاد والشباب هم الكبار وإن نظرنا لهم من حيث التاريخ فالوحدة والاتحاد والأهلي هم الكبار وإن نظرنا للكبار من حيث الجماهيرية فالهلال والنصر والاتحاد هم الكبار (وكلٌّ يغني على ليلاه) وعجبي. [email protected]