تصوير - إبراهيم بركات .. شباب تملكته روح المغامرة وتقليد الآخرين من مجتمعات تختلف تماماً عن مجتمعنا المحافظ وعاداته وتقاليده وثقافات وافدة عبر الفضاء والاحتكاك بالجاليات وعشق السفر والترحال القت بظلالها على بعض الشباب فاخذ منها الغريب والشاذ وتغيرت سلوكياتهم واخلاقهم في غياب التوجيه الأسري والمجتمعي. ولمعرفة الأسباب ومحاولات الاصلاح التقينا بعدد من الشباب ما بين معارض ومؤيد ولكل رأيه. يقول ظافر سعيد العمري من الاسباب التي ادت الى خروج شريحة كبيرة من شبابنا السعودي على الحياة التقليدية الخاصة بمجتمعنا ما تبثه القنوات الفضائية وما يطفح على صفحات الانترنت حتى اصبحت ثقافة الشعوب الاخرى نوعاً من التغيير كما اصبحنا نرى اعداداً كبيرة منهم في الاماكن العامة وخاصة في جدة بسلوكياتهم وتصرفاتهم السيئة.. ويضيف ان الثراء الذي يتمتع به غالبية الجيل الحالي من شبابنا السعودي يمكنه من مواكبة تطور التقنيات العصرية الحديثة واقتباس صفات شاذة خارجة لاتشبه قيم وعادات المجتمع السعودي المحافظ بالاضافة الى شرائهم ملابس شاذة عليها عبارات تعبر عن معاني تخدش الحياء العام. ويرى علي البقمي ان خروج العديد من الشباب السعودي على روح مجتمعهم التقليدية بسبب انخراطهم في مجالات التعليم والعمل مع جاليات اجنبية خاصة في جدة تعد من المدن التي تعج بالوافدين وهذا من اهم الامور التي زعزعت قيم التمسك بالاعراف السائدة وليس في هذا عقلانية ان نعيش خارج اطار حياتنا التقليدية ولا بد من تنشيط دور الاسرة في تربية الابناء واهمية الحفاظ على التراث كالازياء وغيرها.. ومن الافضل ان تضمن المؤسسات التربوية في مناهجها مواداً تركز على اهمية التمسك بعادات وتقاليد مجتمعنا وهو ما لا يجوز الخروج على قيمه واعرافه الثابتة. شباب مراهق يعشق التقليد يقول غيتان العمري 37 عاما - موظف حكومي - لا شك ان الشباب المراهق هم اكثر الشرائح تأثرا بالثقافات الأجنبية الدخيلة علينا.. وهذا السلوك هو الذي يدفعهم الى عدم ادراك المخاطر وما يعد خروجاً صريحاً على قيم ومفاهيم مجتمعهم والسبب اسرهم المتفككة العاجزة عن القيام بدورها.. ويقوم العديد من الشبان على الجلوس لساعات طويلة مستخدمين "الشات" ومستمتعين بحرية الاطلاع على الثقافات الأخرى وعلى الموضة وتبادل ذلك مع اصدقاء السوء ويفرز كل هذا سلوكاً سلبياً وخاطئاً في الأماكن العامة وعند تعاملهم مع الآخرين ومن هنا يجب على كافة وسائل الاعلام المحلية ان تنظم حلقات خاصة للشباب لاعادة توجيه المنحرفين كما على الأئمة والخطباء اعادة الشباب الى الطريق الصحيح. ويقول عادل الشريف 37 عاما - اختلاط الشباب مع الجاليات خاصة في الأماكن العامة يؤدي الى خروجهم عن المألوف كما وان للانفتاح الاعلامي تأثير على ذلك بما يبثه من ثقافات تجذب الشباب المفتقد للمراقبة الأسرية الذين يفضلون تقليد الآخرين ويحاولون استكمال النقص في شخصياتهم والقفز عليها بالخروج عن المألوف واثبات وجودهم من خلال التصرفات والسلوكيات الرعناء وافتعالها امام الملأ من حولهم واعتقد ان التقليد سيزداد في الأيام القادمة عما نشاهده حالياً. وخلال جولتنا التقينا احد الشباب الذين فضلوا الخروج عن ما تعارف عليه مجتمعهم من حياة تقليدية محافظة يقول محمد الحربي 24 عاما: في الحياة التي نعيشها الآن اصبح لكل شخص خصوصيته واستقلاله وحرية اختيار نوع المعيشة التي يرغب فيها والتي تميزه عن غيره وتشد نظر الآخرين صوبه كما ينفرد بها خلال تعامله مع الآخرين.. وهذا نوع من الوعي اكتسبناه من خلال السفر الى البلاد الأجنبية واصبحنا نتقمص بعض شخصيات مجتمعاتها مما لا يتطابق على ثقافد مجتمعنا السعودي المحافظ الذي نعيش في كنفه.