كانت دائما مشكلة البطالة التي تعاني منها المملكة تبرر على أنها تنحصر في حملة الثانوية لأنه لا يوجد وظائف مناسبة لهم، ولكن الآن أغلب خريجي الجامعات لا يجدون وظائف على الرغم من أن المملكة هي أكبر سوق توظيف في المنطقة، ولديها ما يقارب من 4 إلى 5 مليون عامل محلي، ولكن يوازيهم 4.3 مليون وافد أجنبي إلى البلاد، ولذلك فإن معدل البطالة الرسمي يبلغ 10 في المائة، ويرتفع لدى الشريحة العمرية 24 إلى 30 سنة. ومن المعروف أيضًا أن سكان المملكة يتزايدون سنويًا بأكثر من 2.3 في المائة، وأن 66 في المائة منهم تقل أعمارهم عن 29 عامًا، ولذلك فإن مشكلة البطالة تتفاقم يومياً. ففي عام 2009 حصل السعوديون على ثماني فرص عمل من بين 100 فرصة عمل جديدة، وذهبت بقية ال100 إلى العمالة الوافدة، أي أن المشكلة تزداد مع كل عام. وقد كشفت تقارير إحصائية حديثة أن هناك أكثر من 3000 عاطل يحملون درجتي الماجستير والدكتوراة، وأن هناك شروطا عديدة وصعبة تضعها الجامعات السعودية أمام الخريج السعودي، وتتغاضى عن ذلك مع الأجنبي. وقد كشفت أيضاً إحصائيات للعاملين في بعض الجامعات بالمملكة سواء من سعوديين أو غير سعوديين أن النسبة الأعلى في جامعات حائل والمجمعة وجيزان والحدود الشمالية وأم القرى، للأكاديميين الأجانب. وقد أوضح العديد من المختصين أن أسباب البطالة تتلخص في وجود خلل في ميزان العرض والطلب لصالح العمالة الوافدة في سوق العمل السعودي، حيث إن الباب لا زال مفتوحا على مصرعيه لدخول عمالة غير محدودة العدد أو المهارات وذلك عبر وجود مؤسسات التوظيف المحلية والدولية لاستقطاب تلك العمالة، وأيضا يوجد غياب شبه كامل لمؤسسات فاعلة متخصصة لاستقطاب وتوجيه وتأهيل ومتابعة الكفاءات الوطنية التي لها رغبة للعمل بالقطاع الخاص السعودي. ورأى البعض الآخر أن البطالة انتشرت بسبب أن هناك فائضًا في عدد حمَلة الماجستير والدكتوراة في بعض المجالات كالعلوم الإنسانية والاجتماعية والتربوية واللغة العربية وآدابها، غير أنه توجد ندرة في بعض التخصصات مما يدفع بعض الجامعات إلى ابتعاث أعداد كبيرة إلى الخارج للحصول على درجة الدكتوراه في التخصصات المطلوبة في الجامعات الرسمية والخاصة، رغم ما يتطلبه هذا من تكلفة عالية. وأرجع البعض السبب في وجود الفائض في بعض التخصصات بين حملة الشهادات ما بعد الجامعية، إلى أن بعض الراغبين في استكمال مسيرتهم العلمية يحركهم دافع اجتماعي للحصول على لقب "دكتور"، مما يورطهم في اختيار تخصص لا يحتاجه سوق العمل ولذلك يكون من الأفضل حتى لا نفقد الفئة المتعطلة عن العمل من حمَلة الدكتوراه، أن يتم إعادة تأهيلهم وتخصصهم في مجالات مطلوبة. وفسّر كثيرون أيضًا أن البطالة يمكن أن ترجع في أحد أسبابها إلى الفساد في المجال العلمي كانتشار التعيين في الجامعات بالمحسوبية والوراثة، كذلك يرجع انتشار هذه الظاهرة إلى عدم وجود استراتيجية واضحة لاستفادة المجتمع من هؤلاء العاطلين.