يحتفل العالم يوم 10 سبتمبر المقبل باليوم العالمي لمنع الانتحار، والذي يهدف إلى تعزيز الالتزام والعمل في شتى أرجاء العالم من أجل منع حالات الانتحار والتي تسجل في المتوسط نحو 3000 حالة انتحار يومياً، وهناك لكل حالة انتحار، 20 محاولة انتحار أو أكثر. وذكر بيان لمنظمة الصحة العالمية أن المنظمة وهيئاتها الشريكة، وبالتعاون مع الرابطة الدولية لمنع الانتحار تتولى رعاية هذا الحدث، من أجل توفير العلاج المناسب لمن يحاولون الانتحار ومتابعتهم، وحث البيان وسائل الإعلام على توخي المزيد من العقلانية عند تغطية حالات الانتحار. وتم التأكيد على أنه لا بد من السعي، على الصعيد الدولي، إلى إذكاء الوعي بأن الانتحار من أهم أسباب الوفاة المبكرة التي يمكن عدم وقوعها ويجب على الحكومات وضع أطر سياسية للاستراتيجيات الوطنية الخاصة بمنع الانتحار . وأكد أغلب المختصين وعلماء النفس أن هناك أسباب كثيرة تدفع المراهقين إلى الانتحار أو محاولة الانتحار، فهي يمكن ان تكون بسبب نظام العلاقات القائمة بين المراهق وأهله والأحداث التي يمكن أن تؤثر في نفسيته مثل منعه من البقاء خارج المنزل لوقت متأخر، ورفض الأهل تحقيق بعض من متطلباته وقصورهم في شراء ما يرغب به. ومن الممكن أيضاً أن يكون الانتحار بسبب فقدان شخص عزيز، وخصوصاً الأب أو أحد المقربين، والتفكك العائلي أيضاً من الممكن أن يكون السبب في اللجوء إلى الانتحار أو المشاحنات بين الزوجين. ومن وجهة نظر رجال الدين أن السبب وراء الانتحار يأتي من ضعف الوازع الديني عند الإنسان، وعدم إدراك خطورة هذا الفعل الشنيع والجريمة الكُبرى التي يترتب عليها حرمان النفس من حقها في الحياة؛ إضافةً إلى التعرض للوعيد الشديد والعقاب الأليم في الدار الآخرة، وعدم اكتمال المعنى الإيماني في النفس البشرية حيث إن الإيمان يفرض على الإنسان الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، وعدم الاعتراض على ذلك القدر مهما بدا للإنسان أنه سيءٌ أو غير مرض. كما أشاروا إلى أن غلبة الظن الخاطئ عند المنتحر أنه سيضع بانتحاره وإزهاقه لنفسه حداً لما يعيشه أو يُعانيه من مشكلاتٍ أو ضغوطٍ أو ظروف سيئة، وهذا مفهومٌ خاطئٌ ومغلوطٌ وبعيدٌ كل البُعد عن الحقيقة، وأيضاً يعد الجهل والجزع وعدم الصبر، والاستسلام لليأس والقنوط سبباً قوياً من أسباب الانتحار. ومن جهة علاج هذه الظاهرة فيدعو أغلب رجال الدين إلى ضرورة التمسك بمبادئ وقيم وتعاليم وتوجيهات التربية الإسلامية الصحيحة، والعمل على تطبيقها وذلك لما تُقدمه من حلولٍ ناجحةٍ لجميع المشكلات والظواهر السلبية في المجتمع، مشيرين إلى ضرورة زيادة الجرعات التوعوية اللازمة لأفراد وفئات المجتمع عن طريق مختلف الوسائل الإعلامية والتعليمية؛ لبيان خطر جريمة الانتحار وبشاعتها وما يترتب عليها من نتائج مؤسفة وعواقب وخيمة سواءً على الفرد أو المجتمع.