لم يعد طلاب الثانوية العامة يعانون من اختباراتها فقط ولكن أصبحت اختبارات "قياس" المؤهلة لدخول الجامعات تمثل هاجساً يقلق كثيراً من الطلاب من عدم القبول في الجامعات حتى وإن كانت نتائجهم في الثانوية العامة بتقدير ممتاز. وقد انقسم المجتمع بأطيافه بين مؤيد ومعارض لهذه الاختبارات، ومن بين تلك الآراء: قال أحد الطلاب: إن اختبار "قياس" جيد ولكن الوقت قصير وغير كاف للإجابة على هذا العدد من الأسئلة، فالاختبار مكون من ستة أقسام وفي كل قسم 25 سؤالاً وعلى الطالب أن يجيب عن كل سؤال في دقيقة واحدة. فيما قال طالب آخر، إنه حصل على مجموع كبير في الثانوية العامة ولكن اختبارات قياس حرمته من دخول الجامعة مؤكداً أن الزمن غير كاف للإجابة على الأسئلة. وقالت إحدى طالبات القسم الأدبي: "إنه تم عمل اختبار تجريبي فقط لهم بينما في القسم العلمي تعقد لهم دورات مكثفة للتعود على الاختبارات". وأكدت ذلك طالبة أخرى قائلة: "نحن الطالبات نحصل على فرصتين في الاختبارات، بينما الطلاب يحصلون على أربع فرص. أما أولياء الأمور فقد تباينت آراؤهم حول اختبارات القياس؛ ففي الوقت الذي رحّب فيه ولي أمر أحد الطلاب باختبارات قياس لأنها تظهر القدرات الفردية للطلاب وتعمل على تحقيق التمايز بينهم خاصة وأن اختبارات الثانوية العامة أصبحت غير مركزية وتأتي من المدارس، قال ولي أمر آخر إنه غير سعيد باختبارات القياس لأنها تقف عائقاً بين الطلاب وتحقيق أحلامهم بدخول الجامعة التي يرغبونها خاصة بعد المجهود الكبير الذي بذلوه خلال مراحل التعليم المختلفة. وظهرت حالة الانقسام في الرأي هذه بين خبراء التربية، وقال أحد الخبراء التربويين إن اختبارات قياس لا تعد مقياساً لنجاح الطلاب في المرحلة الجامعية ولا تؤهلهم لتطوير قدراتهم ومهاراتهم العلمية في الجامعة، كما أنه من غير المعقول أن يتم الحكم على الطلاب والطالبات من خلال اختبار لا يستغرق ثلاث ساعات ويحتوي على عدة مسائل حسابية أو منطقية أو لغوية. فيما أكدت مصادر مطلعة أن المملكة ليست الدولة الوحيدة التي تطبق نظام قياس ولكنها مطبقة في عدة دول؛ بل إن جامعة الملك فهد للبترول والتعدين لها تجربة سابقة مع هذه الاختبارات، وعن تأثير اختبارات قياس على دخول الجامعات أكد أن الأعداد المحددة للقبول بالجامعات محددة سلفاً ولم تتغير قبل قياس ولا بعدها ولكننا نستخدم المعايير للمفاضلة بين الطلاب لاختيار الأفضل والأجدر.