أصبحت ظاهرة الأرق شائعة بين أوساط النساء بعد أن كثرت همومها ومشاغلها بين تربية الأبناء والاهتمام بالزوج، وأظهرت دراسة بريطانية جديدة أن النساء يعانين من مشكلة الأرق أكثر من الرجال، فقد تبين أن 75% منهن يواجهن مشاكل في النوم مقابل 25% من الرجال فقط, واكتشف باحثون من خلال دراسة أجروها أن أكثر من نصف النساء لا يحصلن على الراحة التي يحتجنها في الليل، وحذروا من أن نقص النوم يترك تأثيراً سلبياً كبيراً وخطيراً على صحة المرأة. وأجرى الباحثون مقابلات مع 12000 راشد في بريطانيا وتبين أن الأرق يؤثر على نوعية حياة الناس خلال النهار، وأشارت الدراسة إلى أنه بالإجمال يشكو 51% من الأرق، لكنها أوضحت أن النساء يعانين من هذه المشكلة أكثر من الرجال. وقالت إن 75% من النساء يتحدثن عن هذه المشاكل مقارنة مع 25% من الرجال فقط، وتبين أن 55% من الراشدات يقلن إن الأرق يتسبب بصعوبات في علاقاتهن، و77% إنه يؤثر على تركيزهن و64% على إنتاجيتهن في العمل و83% على مزاجهن و93% على طاقتهن. ويرى الخبراء أ النساء أكثر عرضة للأرق الحاد والمزمن مقارنة بالرجال لأسباب عضوية ونفسية كثيرة خاصة عند كبار السن، وقد تصل نسبة الأرق إلى 31% من النساء أثناء فترة الدورة الشهرية، وتزيد إلى أكثر من ذلك بعد مرحلة انقطاع الطمث, بالإضافة إلى السلوك غير الصحي المرتبط بالنوم والاستيقاظ، وزيادة حالات الاكتئاب والقلق النفسي، إضافة إلى كثرة تناول المنبهات وزيادة نسبة التدخين، فضلاً عن آلام العضلات والمفاصل المزمنة، التي تعد من أهم أسباب الأرق عند النساء. ويصبح الأرق مزمناً إذا استمر لأكثر من ثلاثة أسابيع متواصلة, حيث يمكن أن ينتج عنه الكثير من المشاكل مثل الاكتئاب والقلق وقلة التركيز والشعور بالخمول وقلة الإنتاجية وازدياد المشاكل الأسرية, والأرق المزمن سببه النوم الرديء في بعض الليالي العابرة قد يكون كافيا لبداية الأرق المزمن، فبعض الأشخاص، الذين يبدو أنهم أكثر عرضة للإصابة من غيرهم، إذا تعرضوا لضغط نفسي أو ظرف اجتماعي صعب، لا ينامون بشكل جيد خلال فترة الأزمات أو الاضطرابات النفسية كما هو متوقع، إلا أن خشيتهم من تأثير هذا الأرق العابر أو قصير الأمد على نشاطهم اليومي، يجعلهم أكثر قلقا بالليل, خوفا من عدم القدرة على النوم العميق، فتجدهم يكتسبون بعض العادات السيئة المصاحبة لوقت النوم مثل كثرة التفكير، والسهر المتعمد والتدخين ومراقبة عقارب الساعة بحرص شديد، فيزدادون قلقا وتوتراً عندما يدركون أن الوقت يمر سريعا ودون نوم، وهذا التوتر في الواقع يزيد الطين بلة، ويطيل من فترة الأرق، ويجعلهم يدورون في حلقة مفرغة من التوتر والأرق المزمن.