تتطور نفقات السياح القادمين من الدول الإسلامية أسرع مما هو عليه في معدل نفقات السياحة العالمية, وبحسب دراسة شملت 47 بلداً أعدتها شركة السياحة السنغافورية "كرشنترايدينغ" ومؤسسة "دينارستاندارد" المتخصصة في دراسة السوق الإسلامية، سيرتفع إنفاق السياح المسلمين بنسبة 4.8 بالمائة سنويا، مقابل ارتفاع في الإنفاق السياحي في العالم بنسبة 3.8 بالمائة بحلول العام 2020. وبحسب تقرير نشره يوم 30 يوليو خبراء الشركة؛ فإن العالم سيشهد في السنوات القريبة ذروة السياحة الإسلامية, والمقصود بالأمر هو زيادة عدد المسلمين الأثرياء القاطنين في بلدان الشرق الأوسط الغنية المصدرة للنفط والذين باتوا يقومون برحلات سياحية أكثر من أي وقت مضى, وبلغت حصة نفقات السياح من الدول الإسلامية العام الماضي نسبة 12.3% من إجمالي نفقات السياحة العالمية (نحو تريليون دولار عام 2011). ويرى الخبراء أن أهم الدول المانحة للسياحة الإسلامية هي السعودية التي أنفق أبناؤها عام 2011 للرحلات السياحية ما يزيد على 23.8 مليار دولار, وتأتي بعدها إيران والإمارات العربية واندونيسيا والكويت, أما الدول غير الإسلامية فتبرز النفقات السياحية في ألمانيا (ما يزيد على 3.6 مليار دولار) وروسيا ( ما يزيد على 3.4 مليار دولار) وفرنسا (نحو 2.4 مليار دولار) وبريطانيا (نحو 2.2 مليار دولار). ويقول التقرير إن أهم المسارات السياحية للسياحة الإسلامية هي ماليزيا وتركيا والإمارات العربية, ثم تأتي بعدها سنغافورة وروسيا والصين وفرنسا وتايلاند وإيطاليا. وإذا كانت مصر وماليزيا وإندونيسيا هي الوجهات الأولى للسياح من المسلمين المتدينين، فإن الدول غير المسلمة "تراقب عن كثب" هذه السوق المربحة, فوجهات مثل تايلاند واستراليا تأخذ أصلا في حسابها احتياجات هذا النوع من السياح, فمطار ميونيخ مثلاً الذي عبر فيه سنة 2010 حوالي 900 ألف مسلم، افتتح العام الماضي قاعة للصلاة للمسلمين, وسبق ذلك وضع كتابات باللغة العربية وإدخال الطعام الحلال إلى المطاعم. وفي تايلاند، البلد ذي الغالبية البوذية، أطلق مكتب السياحة حملة لتشجيع انتشار المنتجعات الإسلامية، أي تلك التي يكون فيها النساء والرجال مفصولين عن بعضهم البعض بالكامل, وهذا العام، اختارت شركة "كرشنترايدينغ" مطار بانكوك الدولي كأفضل مطار يتم فيه احترام الممارسات الإسلامية في بلد غير مسلم. ويبدو أن هذا التوجه يجد طريقه للانتشار في كل أرجاء العالم. وما زال السياح المسلمون القادمون من دول الخليج هم الأغنى بين غيرهم من السياح، ففي العام 2011 أنفق السياح القادمون من البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة 37 بالمائة من مجموع ما أنفقه السياح المسلمون، علما بأنهم لا يشكلون أكثر من 3 بالمائة من سكان العالم الإسلامي, إلا أن المسلمين في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا يشكلون نسبة لا يستهان بها، إذ أنهم ينفقون 13 بالمائة من إجمالي ما ينفقه السياح المسلمون. ويعتبر ازدهار السياحة الإسلامية مؤشراً على الازدهار الاقتصادي والقوة الشرائية المتزايدة في العالم الإسلامي.