يخوض المخرج السوري "الليث حجو" في هذا الموسم التلفزيوني الرمضاني تجربة مغايرة إلى حد ما بالنسبة إلى تجاربه السابقة، إذ اعتاد المشاهدون في الأعوام الفائتة على متابعته في أعمال كوميدية بارعة, ولكنه التفت هذا العام إلى الدراما الاجتماعية، إذ يسلط الضوء على قضية الخيانة الزوجية في مسلسل يحمل عنوان "أرواح عارية". ويتناول المسلسل مجموعة من القضايا الاجتماعية منطلقاً من الأسرة بوصفها الخلية الأساسية المنتجة للعلاقات الاجتماعية والمسؤولة عن مراقبة وإعادة صياغة مجموعة المعايير والقيم، ويحاول هذا العمل كسر بعض الأعراف الدرامية التي كرست مفاهيم الأب القدوة والابن الضال، والزوج الخائن والزوجة المخلصة، والأم الحنون والعزباء اللعوب, كثنائيات ثابتة تضمن للمشاهدين عدم خوض الدراما في الممنوعات والمحرمات فتعطيهم الأمان كي يتابعوها. وتدور أحداث هذا العمل المعاصر في دمشق، ويتناول موضوع الشك لدى الإنسان عندما تتعرض بعض مسلماته وثوابته في الحياة للاهتزاز, فيروي قصة (صلاح)، وهو رجلٌ له فلسفته الخاصة في الحياة، يعيش بتواضعٍ ضمن عائلة مؤلفة من أب وأم وأخت ولديه الكثير من الأصدقاء, ويدخل الحب حياته فيعيش قصة غريبة ومميزة مع امرأة متزوجة (ربى)، وتقع بينها وبين زوجها خلافات ومشاكل, أما حكاية المسلسل، كما يرويها مشتغلوه، فتبدأ من حادثة اكتشاف الزوج سامر، الذي يجسده الممثل عبد المنعم عمايري، لخيانة زوجته له، ثم هروبها من بيته. وهي تلتقي في الليلة ذاتها بصلاح (قصي خولي)، الحلاق الشهم نموذج ابن الحارة الشعبية، الذي يمد لها يد العون، لكنه رغم هذه الأخلاق لا يمتنع عن التفكير بها كغنيمة حرب رمى بها ضجر الحياة الزوجية في أحضانه، فتعوضه غياب الأنثى وتكفيه البحث عن علاقة عابرة هنا وعلاقة عابرة هناك. لكن ربى (التي تجسد دورها الممثلة سلافة معمار) تبدو منيعة عليه، فيعجب بموقفها هذا، لكنه في الوقت ذاته يشكك في جديتها فيختبرها ليكتشف أن عندها ما تعطيه له أكثر بكثير من مجرد علاقة عابرة، إذ تثير شخصيتها فضوله بقدر ما تثير رغباته، فيبدأ بالتقرب منها مستطلعاً تفاصيلها لا كامرأة خائنة وإنما كإنسانة, وشيئاً فشيئاً يجد نفسه، وقد وقع في حبها، ويعاني من صراع مرير بين رغبته بالارتباط بها وخوفه من مثل هذا الارتباط، ليحسم أمره أخيراً مقررا الزواج منها، لكنها تختفي بشكل مفاجئ، فتتغلب أفكاره على عواطفه، ويطلق عليها حكمه النهائي بأنها مجرد امرأة خائنة. وفي هذه الأثناء يظهر الزوج سامر وقد غرق في مستنقع الاضطراب والشكوك، وتزداد لديه الرغبة في الانتقام من زوجته دون الاضطرار لدفع ثمن هذا الانتقام، وتثير سخطه صورته المنعكسة في المجتمع كزوج مخدوع، لنتعرف من خلاله على البيئة التي تدور فيها أحداث العمل ونكتشف الكم الهائل من التناقضات الأخلاقية التي قد تدفع المجتمع برمته إلى الهاوية. ويضم العمل نخبة من نجوم الدراما السورية أمثال: قصي خولي، سلافة معمار، عبد المنعم عمايري، نادين تحسين بيك، ديمة قندلفت، نادين خوري، شادي مقرش، خالد القيش، ضحى الدبس وهو من إخراج الليث حجو.