إذ لم يجد الرجل الراحة في بيته فغالباً ما يقرر أن يعود إلى حياته التي عاشها قبل الزواج، وهذه المشكلة تفتح مجالاً لمحاولة التعرف على أسباب هروب الرجل من زوجته وأسرته، وما الذي يدفعه إلى ترك البنيان الذي قرر بمحض إرادته يوماً ما أن يقيمه. من المؤكد أنه حين قرر الشريكان بناء تلك الشركة التي أسست لتظل إلى الأبد أنهما كانا على علم بأن الحياة ليست طوال الوقت وردية، وأن هناك العديد من المشكلات والعقبات التي ستعترضهما، ذلك لأنها الحياة التى تحمل الحلو والمر معاً، إلا أن المصاعب والمشاكل تمر إذا ما عرف الطرفان حقوق الآخر وواجباته وقاما بهما بحب ومودة، ولكن تختفي جميع معاني الألفة والمودة، وتظهر المشكلات وتزداد الهموم التي ربما كانوا يتخطونها قبل ذلك، إذا نسي إحداهما أو كلاهما تلك الحقوق والواجبات فيحدث النفور والتي تتلخص أهم مظاهره في: - غياب مشاعر الحب وانعدام التوافق النفسي وانتصار كل طرف لنفسه بتضخيم أخطاء الطرف الآخر وتبرئة نفسه؛ الأمر الذي يؤدي إلى إفشاء أسرار البيت وزيادة المشاكل. - غياب القناعة والاعتقاد بأن شريك الحياة ليس هو الشخص المطلوب. - افتقاد الشعور بالأمن وما يترتب عليه من إهمال وعدم مصارحة. - يبدأ بعد ذلك كل طرف بالكيد للآخر واستفزازه وربما استخدام الأبناء في ذلك. وعليك سيدتي أن تعرفي أن هناك عادات ربما لا تكوني على دراية بأنك من أصحابها إلا أنها العامل الرئيسي وراء هدم البيت، وإذا كنت تريدين معرفة مدى ممارستك لتلك العادات قومي بسؤال نفسك الأسئلة التالية: هل أنت كثيرة الإلحاح؟ حيث إن العديد من الرجال يعانون من المرأة اللحوحة والتي عندما تريد شيئاً ما فإنها تصر عليه وتذكره به ليلاً و نهاراً، فهي غير مقتنعة بأنه قد سمع طلبها ولكنه لم يجد الوقت المناسب لتنفيذه، فهذه العادة من أكثر العادات التي يشتكي الرجل منها، لذا عليك بالهدوء والانتظار حتى لا تكوني سبباً في عدم رغبته في التواجد بالمنزل. هل دائماً ما تطالبينه بالتغيير وتتعمدين انتقاده؟ إذا كنتِ كذلك فاعلمي أنك نسيتي أن أول من ينزعج من تلك الصفة أنت ولكنك بدأتي بفعلها، فمن المؤكد لأي فرد أنه لا يحب أن يكون محل انتقاد دائم ممن يحب، فكل منكما أخذ الآخر على عيوبه ومميزاته، فإن تغيرت العيوب مع الوقت بالكلام الرقيق كان هذا أمراً مقبولاً للحصول على حياة أفضل وإن لم تتغير فلا يجب تذكيره بها دائماً ومحاولة الضغط عليه حتى يتغير. هل تحاصرينه وتراقبين كل تحركاته؟ من المؤكد أنه يجب أن تكون هناك مساحة من الثقة والحرية فليس عليك محاصرته الدائمة خاصة من خلال التليفون وكثرة الاتصالات التي ربما تجعله يغلق هاتفه بسبب إحساسه بأنك مراقب في لجنة امتحانات ولست زوجته. الآن عليك أن تتركي لذكائك العمل من أجل الحفاظ على بيتك وزوجك. أولاً عليك بمحاورته بدبلوماسية وذكاء؛ حيث إن ذلك هو مفتاح قلب الرجل، فالمرأة الذكية تقيد زوجها بأغلال الحب ولا تدعه يخرج منها بإرادته ويجب أن يكون سلاحك حينها التواضع والحنان لحل الأزمات والمشكلات. إذا استحكم الشقاق بينكما لا تقصري في واجب ولا تعتدي على حق وكوني واثقة من أن ما حدث بينكما ليس إلا سحابة صيف عابرة كان لابد منها لتجديد الحب بينكما. تذكري أن عليك دائماً التخلص من الملل والروتين الذي قد يصيب حياتكما من خلال إضفاء جو من المرح والتخطيط للسفر لفترات قصيرة من أجل الاستجمام. تأكدي أن للهدايا والمفاجآت أهمية كبرى في كسر حاجز الملل والروتين بينك وبين زوجك، كما أن الأجازة الزوجية ضرورية للطرفين، فمن الممكن أن يذهب الزوج في رحلة قصيرة مع أصدقائه ويمكنك أن تذهبي لزيارة والدتك أو لأحد الأقارب.