قد تمر العلاقة بين الزوجين في مرحلة من البرود الذي قد يصل إلى درجات التجمد مع سحب كثيفة من الغيوم السوداء والضباب الذي يلف العش الزوجي السعيد..وموجات الصقيع التي لاتضيف للمكان إلا المزيد من التجمد..والبرود الشديد في العواطف..والجفاف في المشاعر..والصمت والسكون..ليعيش كلا الزوجين في حالة من الانفصال القسري فلا تجمعهما سوى ساعات النوم القصيرة ولحظات تناول الوجبات السريعة..أو حضور المناسبات الاجتماعية..وتأدية الواجبات العائلية لأن قانون العيب يفرض عليهما عدم التخلف عن مثل تلك الطقوس التي تحتم على الطرفين الظهور أمام الآخرين بأبهى وأحلى الصور حتى ولو كان الواقع مظلما. حالة من البرود قد تصل لدرجة التجمد يعيش خلالها الزوجان حالات من الشرود الذهني والصمت الرهيب.. والتخلي عن المسؤولية..واللامبالاة..وتحيّن الفرص للفكاك من الوضع المتأزم..قد تمر عابرة ثم ما تلبث أن تزول بزوال الظروف التي صنعتها..وقد تستمرالى مدى غير محدود. حين يتسرب الملل وهو كما يوصف "فيروس العلاقة الزوجية" إلى أروقة المنزل نتيجة للرتابة والجمود اللذين يغلفان طبيعة الحياة داخل عش الزوجية يتحول البرنامج اليومي إلى روتين مكرر ومعتاد لا يتبدل ولا يتغير فيحيل بيت الزوجية إلى أجواء خانقة لا تطاق وينقلب المنزل إلى فندق..أو استراحة للخلود للراحة والنوم لساعات..وتناول الوجبات في لحظات. يتحمل المسؤولية الزوج أو الزوجة أو كلاهما..فانشغال الزوج بأعماله وسفرياته وارتباطاته وأصدقائه.. واهتمام الزوجة بالأبناء واحتياجاتهم ومتطلباتهم..وانغماسها في ترتيب المنزل دون العناية بمظهرها.. أو صرف الاهتمام بالمشاركة مع زوجها لتنمية وتطوير العلاقة العاطفية بينهما..أسباب جوهرية تؤدي للبرود ثم الجمود. الأجواء في عالمنا اليوم مفتوحة تماما نتيجة المد الفضائي وعالم الأزياء والموضة..والرجل والمرأة على حد سواء يشاهدان الكثير من الصور المغرية والتي تجعلهما في حالة مقارنة دائمة بين وضعهما وما يجري حتى ولو كان مزيفا أو براقا أو خادعا مما يدعو الزوجين لبذل كل الجهود لإظهار حياتهما بأفضل ما يمكن. ترتيب المنزل..والعناية بالمظهر الخارجي ..ومعاملة الطرف الآخر بطريقة محببة إليه..واجتهاد كل منهما في فهم الآخر..ماذا يحب؟وماذا يكره؟ما ميوله؟وما رغباته؟وساعات صفائه.. أوانقلاب مزاجه؟طرق عملية لكسر الجمود وإعادة المياه للجريان بصورة طبيعية..وإشاعة الدفء في أرجاء المنزل .. ولابد من إبداء التنازلات والمصارحة والمكاشفة..ومراعاة الظروف النفسية والصحية والجسدية لكليهما. لكن لا بد من وصفة تعيد العلاقات الجميلة بين الزوجين لوضعها الطبيعي..فقتل الملل لا يتم إلا بإعطاء لقاء الزوجين أهميته.. والتحضير له منذ وقت مبكر..وتحديد يوم في الأسبوع يجتمع فيه الزوجان لقضاء وقت ممتع ..ويوم آخر مع بقية العائلة..وسفر الزوجين لأيام دون اصطحاب بقية أفراد العائلة لإذابة الجليد واستعادة الذكريات الجميلة ..والاسترخاء..واهتبال المناسبات السعيدة لتقديم الهدايا بشكل متبادل . اطردوا الملل..واكسروا الرتابة ..وتخلصوا من الروتين ..ليذوب الجليد وتعود المياه إلى مجاريها.