حول قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت مؤخرًا في أثيوبيا، قال الحقوقي محمد منيب جنيدي، رئيس المركز الإفريقي للديمقراطية وحقوق الإنسان، أن هناك وجوهًا جديدة قد شاركت في هذا المؤتمر سواء من مصر أو ليبيا أو تونس، ولكن هذا التغيير لا يعني شيء، إلا إذا ارتهن تغيير الوجوه بتغيير الإرادة السياسية وبتوجهات مخالفة لما كانت® عليه في السابق. وأضاف أن هذه الوجوه الجديدة جاءت أيضًا بإرادة سياسية جديدة في هذه البلدان، إلا أن هذه الإرادة لم تضح بعد إبعادها، ولم ترتكز بعد على قواعد واضحة، حيث إن هناك مرحلة انتقالية لم تنتهِ حتى الآن، وهي مرحلة لها استحقاقتها القانونية والشرعية، ومن ثم لا يمكن القول بأن هناك وضوحًا في الرؤيا تمامًا لهذه القيادات الجديدة. كما أشار إلى أن العرب في القارة السمراء كان لهم يد حقيقية ودور فعّال في هذه المنطقة، إلا أنه قد حدث خلال السنوات الماضية انحسار وانسحاب للدور العربي، خاصة دور مصر في القارة الإفريقية، وهذا الدور مع انسحابه حلت محله أدوار أخرى متفاوتة بداية من الدور الأمريكي، وانتهاءً بالدور الصيني وما بينهما الدور الصهيوني الذي لم يترك في أي لحظة مرحلة التواجد والسيطرة على الإدارات السياسية أو الاقتصادية في هذه القارة السمراء، ومن ثم فهناك تحولات جديدة قد تستطيع استعادة هذا التواجد الحقيقي الذي كان له تأثير واضح في هذه القارة، وإما أن تسير في نفس السياسات الماضية، وبالتالي سيفقد الكثير من القدرات السياسية، والتي تعطيه وزنًا دوليًا متزايدًا ومتوازنًا يجعله غير منكور في أي محفل سياسي، ويحسب له ألف حساب، كما حدث هذا في ستينيات القرن الماضي. ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد الحارثي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود، أن القارة الأفريقية تعاني من أزمات مستمرة منذ الاستعمار ومرحلة ما بعد الاستقلال كأزمة المديونية والفساد السياسي والحروب الداخلية والحدودية، وبالرغم من ذلك فهي تعد منجمًا للمستقبل وفرص استثمارية واعدة؛ لذا نرى الولاياتالمتحدة تخوض حربا شرسة اقتصاديا مع الصين التي رأت في إفريقيا مجال كبير للفرص الاستثمارية، وأيضًا إيران التي بدأت تتمدد في إفريقيا، وفي محاضن سنية معروفة، ولذا يجب على العرب أن يلتفتوا بنظرة واقعية ليس بها نوعٌ من التعالي لأهمية إفريقيا انطلاقا من المصلحة الاقتصادية والأمنية والإستراتيجية للدول العربية والخليجية على حد سواء.