حول المشهد الاقتصادي في الجزائر قال الخبير الاقتصادي الجزائري عبد الطيف بخوش إن سبب تراجع الاقتصاد في الجزائر يرجع إلى اعتمادها على النفط كمصدر للدخل، مما يمثل خطرا كبيرا على الاقتصاد الجزائري، فأكثر من 98% من مدخول الجزائر يعتمد على المحروقات. وقال إن انخفاض أسعار البترول خلال هذا العام سوف يكلف الجزائر أكثر من ثلاثة عشر إلى عشرين مليار دولار، مما يؤثر على الموازنة العامة للجزائر والتي بلغت العام الحالي إلى مائة مليار دولار وهو مبلغ هائل جدا. وقال إنه لا يمكن الاعتماد الكلي على البترول على المدى الاستراتيجي البعيد، بل يجب تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل المتنوعة لهذا البلد، مشيراً إلى أن الجزائر لم تلعب دورها المنوط به كبوابة أوروبا على البحر المتوسط وهو الدور التجاري والاقتصادي. وأشار إلى أن الأزمة المالية العالمية قد أكدت على ضرورة تنوع الدخل، فالجزائر تملك من المقومات الكثير حيث يبلغ احتياطي الصرف حالياً مائة وخمسة وثمانون مليار دولار، ومع نهاية العام الحالي تشير التقديرات إلى ارتفاع الاحتياطي إلى مائتي مليار دولار. وقال إنه من الضروري أن توجه هذه الاحتياطات النقدية وتوظيفها نحو إنشاء قاعدة اقتصادية حقيقية وبناء المصانع والبحث عن الشراكات الأوروبية والأمريكية، ودعم المؤسسات المتوسطة والصغيرة والتي تفتح المجال إلى الأيدي العاملة في الجزائر والتي يبلغ نسبة البطالة بها أكثر من 30%، مما يعمل على امتصاص الغضب الشعبي والذي ينتقل من قطاع إلى آخر بسبب سوء الأحوال الاقتصادية.