له مسيرة حافلة بالعطاء والعمل الأمني والخيري والإنساني والاجتماعي والبيئي وستظل خالدة على مر العصور، حيث عُرف عنه أنه الداعم والمساند للكثير من الأعمال الخيرية في المملكة، وصاحب الإسهامات الجليلة في المشاريع الخيرية. كان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز- رحمه الله- عوناً وسنداً للعمل الخيري وقضاياه والعاملين في قطاعه. وقد كسب الأمير نايف بحبه للخير ورعايته له تقدير قيادات العمل الخيري، فضلاً عن سائر إخوانه وجنوده ومواطنيه، حتى أشاد بأعماله الإنسانية المسلمون وغيرهم في العالم أجمع. وكان- رحمه الله- أول شخصية عربية مسلمة تُمنح جائزة التميز في الأعمال الإنسانية من الكونجرس الطبي الدولي في بودابست بالمجر في عام 2009م؛ تقديراً لجهوده الإنسانية العالمية. وعُرف الأمير نايف بحلمه اللامحدود وحزمه في نفس الوقت وكرمه وسخائه ومساعدة المحتاج وحبه لفعل الخير في شتى المجالات وخاصةً علاج المرضى في الخارج والداخل على نفقته الخاصة وحرصه على دعم العلم وأهله من طلاب الدراسة وطلبة العلم في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات داخل المملكة وخارجها على نفقته. كما عُرف عن سموه قربه من الشعب واستماعه لهم بكل هدوء وتقبله الأمور بكل رحابة صدر وحكمة والتماسه لحاجة المواطن بشكل مستمر وفي كل وقت. ففي عام 1423ه أعلن وزير العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك الدكتور علي بن إبراهيم النملة عن تبرع الأمير نايف– رحمه الله- بمبلغ ثلاثة ملايين ريال لصندوق معالجة الفقر بالداخل، فكان هذا الصندوق رافدا للمحتاجين والفقراء والمساكين، فضلاً عن أنه كان حاضراً في الكوارث الطبيعية التي تحل بدول العالم وذلك لمساعدة المنكوبين خاصة في البلدان الإسلامية ومنها فلسطين وباكستان والصومال، إضافة إلى إسهامات عينية ومالية لهيئة الإغاثة العالمية. وقد كان من صور اهتمامه- رحمه الله- أنه قام بتسيير قوافل المساعدات التي لا تنقطع إلى مواقع المتضررين من الكوارث بأنواعها، وترؤسه في هذا الصدد للجان السعودية الإغاثية التي لم تنقطع أعمالها على مدى ما يقارب ثلاثة عشر عاماً. وقد صارت تلك الحملات والقوافل تقليدا أرسيت دعائمه تحت نظره، وظل الناس ينتظرون تلك الحملات كلما وقعت بالمسلمين كارثة أو ألمّ بهم خطب جلل. وكان الأمير الراحل حريصا على تقديم الخدمة للمواطنين ويوجه باستمرار أمراء المناطق على القيام بواجبهم على أكمل وجه وأن يفتحوا أبوابهم ويستمعوا للمواطن والمقيم وأن يرفعوا بما يجب الرفع فيه بما يخرج عن اختصاصاتهم، حيث كان- رحمه الله- يتبنى القضايا بنفسه، ولعل آخرها سيول محافظة جدة واللجنة الوزارية التي ترأسها، فقد كان- رحمه الله- يملك صفات التواضع والعطاء ومحبة الناس. وترأس الأمير نايف لجنة الحج العليا، وهناك أيضا حملة الحج التي كان يسيرها على نفقته الخاصة للموقوفين والمطلق سراحهم، وكذلك حملة شهداء الواجب التي يتكفل فيها بحج ذوي الشهداء، إضافة إلى الصدقة على الفقراء عن شهداء الواجب وتوزيع السلال الغذائية عنهم. وإيمانا منه بالدور الفاعل الذي قدمه الشهداء إزاء حماية وطنهم وأنهم قدموا أرواحهم فداء للدين والوطن أسس صندوقا لرعاية أسر شهداء الواجب كأصول ثابتة لأبناء الشهداء وقدّم نحو 126 مليون ريال لتلك الأسر حتى نهاية عام 1429ه، واضطلع الصندوق بصرف مكافأة فورية لكل أسرة قدرها 100 ألف ريال ونصف مليون ريال لشراء مسكن إضافة لتسديد ديون الشهيد المثبتة شرعا، ومنح مرتب لوالدي وزوجات الشهيد قدره ثلاثة آلاف ريال. ونظراً لعطائه الذي لا ينقطع، حرص أيضاً الأمير الراحل على رسم البسمة على أبناء الشهداء خلال الأعياد إذ يتم تقديم عيدية من وزير الداخلية بمبلغ 20 ألف ريال لكل فرد، كما حرص على تقديم الدعم المعنوي لأسر الشهداء عبر العديد من البرامج والخدمات بدءا من ترقية الشهيد إلى الرتبة اللاحقة وإعطائه آخر مرتب كان يحصل عليه قبل استشهاده. كما أطلق العديد من المبادرات التي ترفع من معنويات ذوي الشهداء ومنحهم تصاريح مجانية في المنشآت الرياضية في الجامعة وبطاقات في المكتبة المركزية، نظرا لأن ما حصل من أحداث مؤسفة مرت بها المملكة كشف عن المعادن الأصيلة للأبناء الأوفياء الذين قدموا أرواحهم في سبيل استقرار البلاد وأمنها. وكان للأمير الراحل مواقف طيبة لا تنسى في خدمة حجاج بيت الله الحرام من الكويتيين حيث كان يعتبرهم أخوة وأبناء له وكان يذلل كل الصعاب ويسهل الإجراءات ويفتح قلبه الكريم قبل أبواب منزله للجميع. فضلاً عما فعله سموه- رحمه الله- وما قام به أشقاؤه الملوك والأمراء كخادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبد العزيز آل سعود وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في استقبال الشعب الكويتي إبان أزمة احتلال النظام العراقي السابق لدولة الكويت وتهديده بغزو المنطقة عام 1990.