اليوم يتجدد الطرف الثاني في نهائي يورو 2012م من خلال اللقاء الثاني في الدور نصف النهائي والذي يجمع المنتخبين الالماني والايطالي والذي يقام على الملعب البلدي بالعاصمة الهولندية وارسو في التاسعة وخمس واربعين دقيقة بتوقيت مكةالمكرمة. منتخب الماكينات الالمانية مرشح وبقوة للمنافسة على لقب البطولة عطفا على تحقيق العلامة الكاملة بفوزه في المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الاول وتربعه على صدارة المجموعة الثانية برصيد (9) نقاط وهو المنتخب الوحيد الذي حقق هذا الانجاز بين المنتخبات الستة عشر المشاركة في البطولة، كما انه اول منتخب يحجز مقعده في نهائيات البطولة بقيادة مديره الفني يواخيم لوف بعد الفوز في جميع مبارياته الشعر التي خاضها في التصفيات. وصنف المنتخب الالماني ضمن فرق المستوى الثاني في تصنيف المنتخبات المشاركة في نهائيات يورو 2012م، واوقعته القرعة في المجموعة الثانية مع البرتقال والدنمارك وهولندا ووصفت بأنها من المجموعات الحديدية. ويعتمد لوف في اغلب الأحيان على طريقة 4-2-3-1 في ظل الوفرة التي يتميز بها المنتخب الألماني في خط الوسط، وتكليف اللاعبين سعود اوزيل نجم ريال مدريد الاسباني وماريو جويتزه نجم بروسيا دورتيموند بمهام صانعي لعب، والدفاع بثلاثة لاعبين بدلا من اربعة، والاعتماد على رأس حربة صريح اما المخضرم ميروسلاف كلوزه نجم لاتسيو الايطالي، او ماريو قوميز هداف بايرن ميونيخ والدوري الالماني، بالاضافة الى نجوم الوسط الاخرين الجاهزين مثل باستيان شفاينشتيغر وسامي خضيرة وتوماس مولر ونوني كروبي ولوكاس بودولسكي. المنتخب الالماني صعد لنصف النهائي اثر فوزه على نظيره اليوناني في دور الثمانية باربعة اهداف سجلها في (14) دقيقة (39، 61، 68 و74) ليصبح اجمالي الأهداف التي سجلها الألماني في الدور الاول ودور الثمانية (9) اهداف منها ثلاثة بتوقيع ماريو قوميز. المدرب يواكيم لوف يفرض حصارا مكثفاً على استعداداته للمباراة بعد اكتشافه لتسريب التشكيلة التي يخوض بها المباريات، واجرى بعض التغييرات المفاجئة في التشكيلة التي خاض بها مباراة اليونان في دور المجموعات غير انه فوجئ في نفس يوم المباراة بنشر التشكيل كاملا. ورغم صيامه عن هز الشباك يبقى نجم الوسط الشاب نوماس مولر موضع تقدير المدرب لوف، ويعول عليه كثيرا فيما تبقى من لقاءات، خاصة وانه كان على رأس قائمة الهدافين في كأس العالم 2010م في جنوب افريقيا، ويؤكد اللاعب ذو الاثنين وعشرين ربيعا انه لا يركز كثيراً على تسجيل الاهداف بقدر ما يركز على اداء دوره في مساعدة زملائه. في الملعب من خلال موقعه كساعد هجوم ايمن مثل زميله لوكاس بودولسكي الذي يلعب في الجهة اليسرى بالاضافة الى قيامه بدوره الدفاعي، ويتمنى المدرب لوف ان ينجح كل من اللاعبين في هز الشباك باعتبار ذلك يفتح شهية كل منهما للتهديف. والأمر المقلق بالنسبة للمدرب هو الاصابة التي لازمت نجم الماكينات باستيان شفاينشتايجر في الكاحل والتي قد تحول دون مشاركته في المباراة، وهو من الركائز الاساسية في صفوف الفريق. وكان شفاينشتايجر قد تعرض لسلسلة من الاصابات خلال الموسم الماضي، منها تمزق اربطة الكاحل، ورغم ذلك فانه يتحامل على نفسه من اجل المحافظة على مكانه في التشكيل الاساسي للمنتخب، ويؤكد انه سيبذل قصارى جهده لاستعادة عافيته والتواجد مع زملائه، ولن تكون هناك مشكلة اذا ما قرر المدرب استبعاده من المباراة وقال: شاركت في الحصة التدريبية الاخيرة واذا قرر المدرب استبعادي فليس ثمة مشكلة، اذ ان لوف كان قد استبعد الثلاثي قوميز ولوكاس بودولسكي وتوماس مولر عن المباراة السابقة مع اليونان ونجح رهانه مع تسجيل بديل قوميرز ميروسلاف كلوزة هدفه رقم (64) مع المنتخب، كما نجح ماركوس روس بديل مولر ايضا في هز الشباك اليونانية. ورغم ان صانع اللعب مسعود اوزيل لم يظهر بالمستوى الذي كان عليه في مونديال 2010م في جنوب افريقيا والذي حقق فيه المركز الثالث الا ان المدرب لوف لازال يثق في قدرات اللاعب مؤكدا انه قادر على استعادة تألقه فيما تبقى للمنتخب من مباريات. واذا كان الالمان مرشحون للمنافسة على اللقب، فان الطليان ايضا يتطلعون لنفس الهدف، خاصة وانهم لم يسبق لهم ان خسروا في اي لقاء رسمي مع الالمان، وبالتالي فان طموحهم لبلوغ المباراة النهائية، ومن ثم البحث عن اللقب الذي غاب عنهم ستة عشر عاما منذ الفوز به لاول مرة في النسخة الثالثة التي اقيمت على ارضهم عام 1968م، كما حقق الطليان المركز الثاني في النسخة الحادية عشرة التي اقيمت في بلجيكا وهولندا معاً عام 2000م اثر خسارتهم في النهائي امام فرنسا بهدف مقابل هدفين. واستحق الازوري التأهل لنصف النهائي بعد مشواره في البطولة والذي بدأه باحتلال المركز الثاني في المجموعة الثالثة خلف نظيره الاسباني برصيد خمس نقاط جمعها من فوز وتعادلين وفي دور ا لثمانية تمكن من تجاوز المنتخب الانجليزي بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقتين الاصلي والاضافي. ويتفق الكثيرون من خبراء اللعبة على ان المدرب سيزاري برانديللي قد احدث تغييرا ملحوظا في اداء الازوري من حيث التخلي عن اسلوب "الكاليتشو" الذي يتسم بالدفاع والتركيز على الجانب الهجومي، ويدللون على ذلك ان الطليان هددوا المرمى الانجليزي في مباراة رفع النهائي (35) مرة وسددوا (20) تسديدة بين الثلاث خشبات، بالاضافة الى تصدي القائم لكرتي دانيللي دي روسي وديامانتي، كما ألغى الحكم هدفا لانطونيو نوتشير بحجة التسلل. واذا كان هناك من يظل يعتقد بأن الطليان تلعب بطريقة دفاعية فان هؤلاء يرتكزون في وجهة نظرهم على وجود مدافعين متميزين في المنتخب في الوقت الذي ظهرت فيه خطورة الكرات الثابتة التي يبدو ان الطليان تدربوا على تنفيذها جيدا، وادركوا ان الوصول الى المرمى لا يقتصر على التمريرات المتقنة التي يتميز بها صانع اللعب اندريا بيرلو الذي اكد انه لازال يملك الكثير الذي يمكن ان يقدمه على البساط الاخضر رغم بلوغه الثالثة والثلاثين. وكانت ادارة نادي ميلانو قد تصورت ان بيرلو قد افلس ولم يعد لديه ما يفيد به الفريق وتركته ينضم لنادي يوفنتوس في صفقة انتقال حر ليقود فريق السيدة العجوز لانتزاع لقب الدوري الايطالي على حساب ناديه السابق ميلانو. ويدرك الالمان اهمية الدور الذي يقوم به بيرلو وبالتالي عليهم الحد من خطورته اذا ارادت التأهل للمباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي. خاصة وان الاهداف الاربعة التي سجلها الطليان في دور المجموعات جاءت عن طريق بيرلو، فهو الذي سجل هدف ايطاليا في شباك كرواتيا، كما انه كان وراء الاهداف الثلاثة الاخرى وفي اطار النزعة الهجومية التي ينتهجدها مدرب الازوري برانديللي فانه قد يلجأ للدفع بانطونيو دي ناتالي على حساب بالوتيللي، واعترف برانديللي بأن الحظ وققف الى جانب فريقه في الفوز على المنتخب الانجليزي بركلات الترجيح، واتفق مع ردي هودجسون مدرب الانجليز بأن ركلات الترجيح لعبة حظ، غير ان برانديللي دافع عن هجوم فريقه وقال "كل المهاجمين قاموا بدور جيد وخلق الفرص ليس بالأمر السهل".