في ثاني مباريات دور الثمانية ببطولة الأمم الأوروبية يحتضن استاد مدينة غدانسك البولندية اليوم الجمعة لقاء المنتخب الألماني أول المجموعة الثانية مع نظيره المنتخب اليوناني ثاني المجموعة الأولى عند الساعة التاسعة وخمسة وأربعين دقيقة بتوقيت المملكة. منتخب الماكينات تصدر مجموعته بحصوله على العلامة الكاملة من فوزه في المباريات الثلاث التي خاضها في الدور التمهيدي، وكانت البداية بالمنتخب البرتغالي الذي تجاوزته الماكينات بهدف جاء في الدقيقة (72) بتوقيع ماريو قوميز، ثم الفوز على طواحين هولندا بهدفين لماريو قوميز أيضا مقابل هدف، وأخيراً تجاوزت المنتخب الدنماركي منذ عشرين عاما، وتحديدا عام 1992م عندما التقى المنتخبان في نهائي البطولة ذاتها والتي اقيمت في السويد وفازت الدنمارك على الألمان بهدفين نظيفين لتحصد اللقب. ويميل أسلوب لعب المنتخب الألماني بقيادة مدربه يواكيم لوف للناحية الهجومية يدعمه في ذلك دفاع متماسك بدليل أن شباكه لم تهتز سوى مرتين فقط في المباريات الثلاث الأولى مقابل زيارته لشباك المنافسين خمس مرات. ويعول الألمان كثيرا على ضابط ايقاع الفريق مسعود اوزيل، بالإضافة إلى الهداف ماريو قوميز وزميله المهاجم لوكاس بودلسكي الذي يتمنى أن يواصل فريقه المشوار ليرفع رصيده الشخصي الى (103) مباريات دولية ليعادل الرقم المسجل باسم قيصر الماكينات بيكنباور. لوف حذر لاعبيه من الاستهانة بالمنافس مؤكداص ان المباراة ستكون صعبة للغاية، مقارناً بين أسلوب أداء المنتخب اليوناني والدنماركي والدنماركي، وقال: اليونان خطرون في الهجوم وأقوياء في الدفاع ونحتاج لأن نكون أفضل في الناحية الهجومية. وتكمن نقطة القوة لدى المنتخب الألماني في خط هجومه الناري بوجود القناصين الماهرين ماريو قوميز صاحب الأهداف الثلاثة من الخمسة التي سجلها المنتخب في الدور الأول. وفي خط الوسط يتواجد باستيان شفاينا شنايجر وتوني كروس ولوكاس بودولسكي صاحب الهدف الأول في مرمى الدنمارك إلى جانب مسعود اوزيل وسامي خضيرة وتوماس مولر. وفي خط الدفاع يعتمد لوف على الثنائي بير ميريتساكر وهولجر بادشتوير بالإضافة إلى الظهير الأيمن الشاب لارس بيندر صاحب هدف الفوز على الدنمارك، وبينيديكت هوفيديز وابدى - نجم فريق باير ليفركوزن عن سعادته - وقال: بغض النظر عن الهدف الذي سجلته في مرمى الدنمارك فانه كان يوماً سعيداً بالنسبة لي بمناسبة مشاركتي الاولى في بطولة أمم اوروبا. من جانبه قال لوكاس بودولسكي صاحب الهدف الأول: الوصول الى الدور ربع النهائي كان الأهم بالنسبة لنا بعد مباراة قوية ضد خصم عنيد، وكان الهدف مميزاً بالنسبة لي، ونحن سعداء بفوزنا في مباريات الدور الاول الثلاث ونتطلع لمواصلة الانتصارات فيما بقى من مباريات البطولة. على الطرف المقابل يسعى المنتخب اليوناني لتأكيد جدارته بالوصول الى ربع النهائي والذي بلغه على حساب المنتخب الروسي بطريقة غير متوقعة بعد تساوي الفريقين في عدد النقاط وكان فارق الأهداف لصالح المنتخب الروسي، الا ان نظام البطولة يقضي باللجوء الى نيتجة لقاء الفريقين والذي انتهى لصالح اليونان بهدف دون رد وكان يكفي الروس التعادل للتأهل لربع النهائي. لاعبو المنتخب اليوناني كانوا مشغولين بمتابعة نتائج الانتخابات التشريعية التي شهدتها بلادهم الأسبوع الماضي، واكدوا في نفس الوقت اهتمامهم بمباراتهم الأولى اليوم في دور الثمانية امام الماكينات الألمانية، وقال لاعب الوسط يانيس مانيايتس في مؤتمر صحفي في موقع تدريب الفريق قرب العاصمة البولندية وارسو أكثر الأمور أهمية بالنسبة لنا هي إسعاد الشعب اليوناني وأن نجعله يحتفل في الشوارع بغض النظر عن أي شيء آخر. من جانبه قال المتحدث باسم المنتخب اليوناني بانوس كوردكوديلوس "الألمان يعتقدون أن الموقف برمته متعلق بالسياسة، لكن الأمر ليس كذلك.. إنها مجرد كرة قدمك وهذه شخصيتهم وليست شخصيتنا". وإذا الطموح مشروعاً فلماذا لا يكون طموح اليونانيين تكرار إنجاز 2004م عندما فاجأوا العالم باعتلاء منصة التتويج بكأس النسخة الثانية عشرة التي استضافتها البرتغال، بعد أن فازوا على أصحاب الأرض في المباراة النهائية بهدف نظيف. قائد اليونان جورجيوس كاراغويتس قال بأن بلوغ فريقه الدور ربع النهائي لا يقل أهمية عن احراز اللقب القاري عام 2004م، وفي نفس الوقت أعرب عن اسفه لحرمانه من المشاركة في لقاء اليوم لحصوله على البطاقة الصفراء الثانية. وكاراغوينس هو صاحب الهدف الذي سجله في الوقت بدل الضائع في شباك المنتخب الروسي والذي منح فريقه بطاقة العبور لدور الثمانية، ليعوض ركلة الجزاء التي اهدرها في مباراة الافتتاح امام بولندا والتي كانت كفيلة بتغيير نتيجة المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله، بالإضافة الى كون كارغوينس الذي لعب (120) مباراة دولية مع منتخب بلاد واحد من ثلاثة لاعبين موجودون مع المنتخب في هذه البطولة وكانوا ضمن صفوف المنتخب الذي فاز باللقب عام 2004م، واللاعبان الآخران هما كوستاس كاتسورانيس والحارس كوستاس شاليكاس. الالمان فازوا باللقب ثلاث مرات وهو رقم يتفوقون به على سائر المنتخبات الأوروبية، فقد أحرزت المانياالغربية اللقب مرتين، الأول عام (72) في البطولة الرابعة التي أقيمت في بلجيكا، والثانية في النسخة السادسة التي استضافتها ايطاليا عام 1980م. أما المنتخب اليوناني فكان مفاجأة البطولة الثانية عشرة التي اقيمت في البرتغال عام 2004م والتي حصد لقبها بعد فوزه على أصحاب الأرض بهدف نظيف.