تتجه الأنظار اليوم إلى ملعب "جرين بوينت" في كيب تاون، حيث المواجهة الثأرية بين المنتخبين الأرجنتيني والألماني في ربع نهائي المونديال في إعادة لمباراتهما في الدور ذاته من النسخة الأخيرة في ألمانيا 2006. وقتها نجحت ألمانيا في تخطي عقبة الأرجنتين 2/4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1/1، وشهدت نهاية المباراة شجارات بين لاعبي المنتخبين وجهازيهما الفنيين، ودفع المنتخب الألماني الثمن بإيقاف لاعب وسطه تورستن فرينجز مباراتين فخسر المانشافت أمام إيطاليا صفر/2 بعد التمديد وفشل في بلوغ المباراة النهائية. وعادت المشاحنات لتلقي بظلالها عشية المواجهة بين المنتخبين اليوم. والأكيد أن المنتخب الأرجنتيني ومدربه الأسطورة مارادونا الساعي إلى اللقب العالمي كمدرب ليضيفه إلى لقبه كلاعب منتصف الثمانينات يطمح إلى مواصلة مشواره الرائع في البطولة الحالية وبلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 10 أعوام، وهو الذي يخوض ربع النهائي للمرة الثامنة بعد أعوام 1930 عندما حل ثانيا و1968 و1978 عندما توج باللقب والأمر ذاته عام 1986، و1990 عندما حل ثانيا و1998 و2006. ويقول مارادونا في هذا الصدد: "ترغبون معرفة فيما أفكر فيه؟ إنني أتمنى ارتداء القميص الوطني وخوض هذه المباراة، إنها مباراة لا يجب الغياب عنها على الرغم من أنها ليست كالمباراة النهائية لعام 1986، منتخب ألمانيا متماسك جدا وأقوى بكثير من المكسيك، لكننا نملك الأسلحة الكافية للفوز عليه". صحيح، الأرجنتين تملك الأسلحة اللازمة من خلال قوتها الهجومية الضاربة بقيادة نجم برشلونة الإسباني وأفضل لاعب في العالم العام الماضي ليونيل ميسي الذي وإن كان لم يهز الشباك حتى الآن في المونديال إلا أنه ظهر بمستوى متميز لعروضه في التصفيات وصنع الأهداف لزملائه خصوصا مهاجم ريال مدريد جونزالو هيجواين متصدر لائحة الهدافين برصيد 4 أهداف. وعلق ميسي على عقمه التهديفي في المونديال، وهو الذي سجل 47 هدفا في مختلف المسابقات مع فريقه الكتالوني هذا الموسم: "لا يقلقني هذا الأمر، رغم أني أفضل المشاركة في المباريات وتسجيل الأهداف.. المهم هو أن نحافظ على هذا المستوى وأن تحقق المجموعة الفوز". ودافع مارادونا عن نجمه قائلا: "لقد قام بكل شيء إلا التسجيل، ما أن يستلم ميسي الكرة حتى يسعون (المدافعون) لركله، إنها فضيحة". استفاقة مخيفة ويتخوف الألمان الذين سيتواجهون اليوم مع ميسي وزملائه أن لا يستفيق "ليو" أمامهم في هذه المواجهة النارية، وقال لاعب وسطهم سامي خضيرة: "لا يوجد هناك إمكانية على الإطلاق أن يتمكن لاعب واحد من احتوائه لمدة 90 دقيقة، سيكون على الدفاع مجهود جماعي، وعلينا أن نضع عددا من اللاعبين من أجل مراقبته". لكن أنصار المنتخب الأرجنتيني يتخوفون من خط الدفاع الذي سيواجه ماكينة هجومية ألمانية سريعة وفنية، خصوصا مدافع بايرن ميونيخ مارتن ديميكيليس البعيد عن مستواه والذي يرتكب أخطاء فادحة على غرار المباراة أمام كوريا الجنوبية، حيث تسبب في الهدف الوحيد الذي سجله المنتخب الآسيوي. وسيكون ديميكيليس في مواجهة قوة هجومية ألمانية نارية يعرفها جيدا، وتعرف نقاط ضعفه جيدا أيضا، وهي متمثلة في زملائه في بايرن ميونيخ ميروسلاف كلوزه وتوماس مولر وماريو جوميز إلى جانب زميله السابق لوكاس بودولسكي. ويدخل الألمان المباراة بمعنويات عالية بعد فوزهم الكبير على الإنجليز الذين كانوا مرشحين لإحراز اللقب 1/4. وأبلى المنتخب الألماني بلاء حسنا حتى الآن في البطولة من خلال لعبه الجماعي والفنيات العالية للاعبيه خصوصا صانع ألعاب فيردر بريمن مسعود أوزيل والواعدين شفاينشتايجر ومولر وبودولسكي وخضيرة. واعتبر مدرب ألمانيا يواكيم لوف أن المنتخب الأرجنتيني مرشح للفوز، لكنه أشار إلى أن البيسيليستي "عرضة للخطر"، وقال: "هذا المنتخب الأرجنتيني له الكثير والكثير من الصفات، إنه أحد أكبر المرشحين في هذه البطولة إن لم يكن المرشح الأول". لكن لوف بدا واثقا بقوله: "وجدنا نقاط ضعف في هذا المنتخب، وهو عرضة للخطر، لن أقول لكم نقاط الضعف هذه، لأنني أحتفظ بها للاعبي فريقي". وقال لوف الذي كان مساعدا ليورجن كلينسمان في مونديال 2006: "اعتقد أن المباراة ستشهد اندفاعا قويا من المنتخبين مع هجمات مكثفة، لكنها ستكون قوية بشكل كبير. يجب أن نتفادى ارتكاب كثير من الأخطاء ضد الأرجنتين، لأنها ستعاقبنا برباطة جأش كبيرة". مديح مخدر قلل شفاينشتايجر من أهمية فوز الأرجنتين على ألمانيا 1/صفر في 3 مارس الماضي في ميونيخ في مباراة دولية ودية، وقال: "مباراة اليوم ستكون مختلفة هذه المرة، لقد كانت مباراتنا الأخيرة ودية، أما الآن فهي مباراة حاسمة سيضعنا الفوز فيها في دور الأربعة للمرة الثانية على التوالي". واعتبر المدافع ارنه فريدريك أن المانشافت في كأس العالم الحالية أقوى بكثير من منتخب 2006، وقال: "اعتقد أننا نملك مؤهلات أفضل بكثير من منتخب 2006، كما أننا أقوى بكثير منه"، مضيفا: "الأرجنتين مرشحة أمامنا، لأننا إذا قمنا بمقارنة اللاعبين، فهم الأفضل ويملكون لاعبين من الطراز الرفيع أمثال ليونيل ميسي وكارلوس تيفيز وغيرهما.. لكننا كفريق قادرون على إيجاد الحلول. نحن منتخب موحد وأظهرنا حتى الآن أنه بإمكاننا مجاراة خصومنا على أرضية الملعب".