ما أن أعلن المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في مصر فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية في انتخابات الإعادة بعد تقدمه في عدد الأصوات عن الفريق أحمد شفيق، حتى تحولت صفحات موقع التواصل الاجتماعي تويتر إلى ساحة للحوار وتبادل الآراء بين العديد من الكتاب والسياسيين والمثقفين والنشطاء المصريين والعرب، الذين أجمعوا على صعوبة المهمة التي تنتظر الرئيس مرسي الذي يشكّل وصوله لمنصب رئاسة أكبر دولة عربية تحديا حقيقيا لكل قوى الإسلام السياسي، خاصة في دول الربيع العربي. في البداية أعرب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح السابق للرئاسة في مصر عن خالص تهانيه للرئيس الجديد كأول رئيس مدني لمصر بعد ثورة 25 يناير، وأكد أن انتخاب رئيس مدني هو مجرد خطوة نحو استكمال مطالب الثورة بينما هنأ الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية الدكتور مرسي بالفوز التاريخي مؤكداً أن الوقت قد حان ليعمل المصريون جميعاً في إطار توافق وطني لبناء مصر من منطق الحرية والعدالة الاجتماعية. وأعرب الدكتور مصطفى النجار عن أمله أن يكون الدكتور مرسي عند حسن الظن به وينجح في تحقيق برنامج النهضة الذي وعد المصريين به وقال: مبروك لمصر أول انتخابات رئاسية حقيقية.. أهنئ الرئيس المنتخب وأسأل الله أن يكون عند حسن ظن كل المصريين. أما الإعلامي حازم عبد العظيم فطالب الجميع بالتوحد خلف الرئيس الجديد وقال: في الدول الديمقراطية المتحضرة عندما يفوز الرئيس من فصيل سياسي! تهنئه القوى المعارضة وتكون قبلها بيوم "مقطعة فروته". ودعا عبد العظيم الرئيس الجديد للعمل على محاربة الفساد خاصة في مجال الإعلام، كما دعاه إلى الالتزام بأحكام القضاء واحترام القضاة والاعتراف بصحة الحكم الصادر بحل مجلس الشعب مثلما احترم حكم اللجنة العليا بجعله رئيساً للبلاد. الناشط الحقوقي المصري حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان قال: باسمي شخصياً وباسم مجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان نهنئ الدكتور محمد مرسي بإعلان فوزه كرئيس لجمهورية مصر العربية بعد ثورة الكرامة، وأكد أن تهنئة الرئيس الجديد لا تعني التأييد المطلق، لافتاً إلى أنه حقوقي سيعمل من اللحظة الأولى على تقيم سياسات الرئيس في ضوء حقوق الإنسان. وأضاف: وظيفتنا وشغلنا أن نتأكد من احترام حقوق الإنسان وهذا ما سنعمل عليه من اللحظة الأولى. أما الكاتب الكبير بلال فضل فأعرب عن سعادته بوصول رئيس مدني لقمة السلطة في مصر وقال: فخور بأني كنت واحداً من الذين عاشوا حتى يروا رئيساً مدنياً منتخباً. وأضاف بداية الحلم والمشوار طويل وربنا المعين ومصر تستاهل أحلى وأجمل. ووصف إقدام المرشح الخاسر الفريق أحمد شفيق على تهنئة الرئيس مرسي بأنها خطوة رائعة تعكس احتراماً للديمقراطية، وطالب مرسي بالعمل على توحيد الصف وطمأنة كل المواطنين وخاصة الأقباط وقال: أتمنى أن تكون أول زيارة للدكتور محمد مرسي إلى الكنيسة الأرثوذكسية ثم إلى باقي الكنائس المصرية. ده هيكون معنى مهم جداً محتاجينه للفترة الجاية. بينما اعتبرت الناشطة المصرية أسماء محفوظ أن انتخاب الرئيس شكل خطوة نحو تحقيق أهداف الثورة، لافتة إلى أن أهداف الثورة ومن جانبه تحدث الناشط السياسي وائل غنيم الذي كان له دور بارز خلال ثورة 25 يناير بلسان المعارضين الذين كانوا لا يريدون وصول الدكتور مرسي للرئاسة وقال: ينبغي أن ندرك أن 48% من المصريين لم يختاروا أول رئيس منتخب وأن أكبر مسؤولية علينا الآن هي احترام مخاوفهم وعدم السخرية منهم، فهم يحبون وطنهم كما نحبه. وحرص العديد من الكتّاب والنشطاء العرب على تقديم التهنئة للشعب المصري بنجاحه في السير نحو تحقيق الديمقراطية الشاملة، فقد أكدت الناشطة اليمنية توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام على أن وصول الدكتور مرسي لمنصب الرئيس في مصر يشكل انتصاراً لثورات الربيع العربي بينما أكد الصحفي السعودي مهنا الحبيل أن أمام الرئيس مرسي وفريقه مسارين يجب الانتباه إليهما، لافتاً إلى أن الأول هو طمأنة ناخبيه ببرنامج استقرار ومعيشة، والثاني الحفاظ على التحالف الجديد بإخلاص وتفهم آراء المعارضين وتقبل النقد، داعيا الدكتور مرسي للالتفات للوضع في سوريا رغم مشاغله الداخلية وقال: ضغط الوضع الداخلي في مصر يقدَّم على أي أولوية لكن نأمل بإخلاص أن يبدأ د مرسي أي خطوات لمساندة سوريا.. وهذا يبدأ بنزع الملف من الطابور القديم. وعلى النقيض أبدى الروائي والكاتب عبده خال تخوفاً كبيراً من وصول الدكتور مرسي ممثل جماعة الإخوان المسلمين للسلطة في مصر واعتبره يفتح الباب نحو عودة ملف الشرق الأوسط الجديد الذي يمثل الإرادة الأمريكية في المنطقة، متوقعاً أن تفشل حكومته في تحقيق أي تقدم أو نجاح على المستويين الداخلي والخارجي.