تخطو المملكة بثبات في طريقها للنهوض بالتعليم وتطويره لمواكبة التعليم في الدول المتقدمة وتحويله إلى التعليم الإلكتروني الذي تعتمد عليه أرقى المؤسسات التعليمية في العالم، حيث دشنت كلية الطب بجامعة الطائف نظام التعليم الإلكتروني في مناهجها، من خلال افتتاحها مركز التعليم الإلكتروني، الذي يأتي تتويجاً لتوجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود نحو الاهتمام بالتعليم والارتقاء بنوعيته ووسيلة تلقيه، وكتجربة من المفترض أن تصبح مثالاً يحتذى به في كافة كليات جامعة الطائف وكليات الطب في جامعات المملكة. إشراف ويشرف على هذا المركز نخبة من ذوي الاختصاص في هذا المجال، للتأكيد على أن التعليم الإلكتروني يعتبر رديفاً ومساعداً لنظام التعليم الحالي في الكلية المعتمد على نظام الوحدات الدراسية المتكاملة، وأنه ليس بديلاً عن عضو هيئة التدريس بل يعزز دوره كمشرف وموجِّه ومنظم للعملية التعليمية، فيأخذ دوره في القيادة والتحكم في عملية التعلم عن طريق النظام الإلكتروني، الذي يعد من أحدث الطرق المعاصرة في التعلم عن طريق استخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسبات وشبكات ووسائط متعددة من صوت وصورة ومكتبات إلكترونية، حيث يتم استخدام التقنية بجميع أشكالها في إيصال المعلومات للمتعلم (الطالب) في وقت وجهد أقل، ويتم توفير المادة العلمية وما تحتويها بشكل إلكتروني عبر الإنترنت في أي وقت ومن أي مكان. إلغاء الانتساب وتسعى وزارة التعليم العالي إلى إلغاء نظام الانتساب في الجامعات وتحويله تدريجيا ل"التعليم عن بُعد" من خلال إعداد مناهج دراسية تتوافق مع مفهوم التعليم الإلكتروني بدلاً من التعليم التقليدي حيث تعمل جامعة الملك عبد العزيز على تحويل المناهج الخاصة بنظام الانتساب تدريجيا إلى برنامج التعليم عن بعد وإلغاء كل برنامج تم استيفاء مناهجه إلكترونياً من قائمة برنامج الانتساب، ولا تتعارض برامج الانتساب التي تقدمها الجامعات مع البرامج الدراسية التي تقدمها الجامعة الإلكترونية بالمملكة، حيث إن الجامعات ستستمر في تقديم برامج الانتساب وفق اللائحة الجديدة للتعليم عن بعد التي أقرتها وزارة التعليم العالي وطالبت الجامعات بتنفيذها وفق خطة زمنية تستمر لمدة خمس سنوات، ووفرت الجامعة سبعة آلاف مقعد دراسي للتعليم عن بعد هذا العام وتتجه إلى تقليص أعداد المقبولين في برنامج الانتساب كل عام، وتحويل مقاعده إلى التعليم عن بعد، وفق اللائحة والخطة التي تعمل بموجبها الجامعة وفقاً لرؤية الوزارة. مردود علمي ويختلف برنامج التعليم عن بعد عن الانتساب التقليدي، في كونه يُقدم وفق رؤية إلكترونية سلسة، وجهد بسيط، إلا أنه ذو مردود علمي كبير على الطالب الملتحق به. وقد أتاحت الجامعة الفرصة للالتحاق بهذا البرنامج للجنسين الذكور والإناث، برسوم مالية تقدر بثلاثة آلاف ريال للفصل الدراسي الواحد مقابل الخدمة التعليمية التي يحصل عليها الطالب من خلال الفصول الدراسية الافتراضية على موقع الجامعة على الإنترنت، والمذكرات والمراجع الدراسية للتخصصات المختلفة. ويوفر التعليم عن بعد الفرصة للطلاب الذين لا يجدون مكانا في الجامعات في الحصول على الشهادة الدراسية واستكمال التعليم دون عناء أو مشقة أو الاضطرار إلى الالتحاق بالجامعات في دول أخرى مما يتكلف نفقات باهظة دون ضمان الحصول على مستوى تعليمي متميز وبذلك تحقق المملكة حلم الآلاف من الطلاب في استكمال التعليم مما يعود بالنفع على الطالب وعلى الدولة.