كنت أرقبه بحزن شديد وهو يغرق... تحوم فوقه فقاعات كثيرة، بينما الهواء البارد يخترقني.. يبعثرني.. صلبت يداي ورقبتي... ومع ذلك فقد كنت أتطاير باتجاهات مختلفة.. أرفرف بحركات راقصة... لحظات... وعلقوه بجانبي.. كنا أجمل قميصين على (حبل غسيل) سيدة عجوز! .. .. انقلاب شهرزاد لم تصمت – هذه المرة – عند صياح الديك، بل استمرت بالكلام المباح... واللامباح... امتد لسانها واستطال حتى ألتف حول عنق الديك!! وامتد حتى جلد السياف... شهريار نام متلحفًا رعبه... شهرزاد استمرت بالكلام والكلام... والكلام... .. .. لي لي.. في المقهى تذكرت (لي لي) تلك الفلبينية الجميلة التي كانت تشع بالحياة وهي تعد (الكابتشينو) لزبوناتها... آخر مرة رأيتها كانت تكاد تطير من الفرح لأنها ستسافر إلى بلدها وحبيبها في إجازتها المعتادة... (لي لي) لم تعد؛ فحبيبها كان ينتظرها ليفرغ حمولة مسدسه العاشق في صدرها..! قتلها لأنه لا يستطيع انتظارها مجددا!! مسكينة هي.. ومسكين هو.. ومسكينة أنا.. كلنا فقدنا (لي لي) الجميلة، وهذه الدنيا النصف جميلة فقدت ابتسامة كانت تشع بالحياة... .. .. تمرد أنهيت كتابة قصتي وبدأت بقراءتها مزهوة بما كتبت... الأميرة والقصر والخدم... الفارس والجنود والخيول... الحدائق والجبال والوادي... ألبستهم ما أريد.. عريتهم كما أريد.. حركتهم كما أريد... خلقت لهم أحداثا مربكة.. جعلتهم يركضون.. يبكون.. يلهثون.. يقتلون.. ويُقتلون.. فجأة.. بدأوا يعصون قلمي..!! أعلنوا سقوطي وطالبوني بالتنحي! الفارس لم يعد فارسا؛ فقتله جنوده...! الأميرة لم تكن تحب الفارس... بل كانت تميل إلى جندي مجهول.. لم نعرفه.. لكنها أحبته وأحبها خلف كواليس الورق!! الجنود عاثوا في القصر فرحا ومرحا على أنغام سقوطي... وأنا.. نعم أنا.. قررت أن أصبح أحد الجمهور وأتوارى خلف قناع التصفيق... حتى يتسنى لي حق اللجوء إلى قصة أخرى...! .. .. بقلم الشاعرة / شيمة الشمري