تمرد أنهيت كتابة قصتي وبدأت بقراءتها مزهوة بما كتبت السيدة والقصر والخدم الفارس والجنود والخيول الحدائق والجبال والوادي ألبستهم ما أريد.. عريتهم كما أريد.. حركتهم كما أريد... خلقت لهم أحداثا مربكة.. جعلتهم يركضون.. يبكون.. يلهثون.. يقتلون.. ويُقتلون.. فجأة بدأوا يعصون قلمي..!! أعلنوا سقوطي وطالبوني بالتنحي! الفارس لم يعد فارسا؛ فقد قتله جنوده...! السيدة لم تكن تحب الفارس... بل كانت تميل إلى جندي مجهول.. لم نعرفه.. لكنها أحبته وأحبها خلف كواليس الورق!! الجنود عاثوا في القصر فرحا ومرحا على أنغام سقوطي... وأنا.. نعم أنا.. قررت أن أصبح أحد الجمهور وأتوارى خلف قناع التصفيق... حتى يتسنى لي حق اللجوء إلى قصة أخرى...! وفاء تمنت الليل لتحضنه طويلا... حل الليل ولم يحضر! منذ سنوات وحتى الآن لم تطلع شمسها..! احتفال ليلة الأربعاء كان احتفال السماء بي.. تساقط البرد ورقصات الأشجار وغناء الريح.. كل هذا كان لأجلي... كل هذا كان احتفالا بنهاية امرأة..! اعتراف قالت المرأة التي اعتنقت الذهول فيما بعد: كنت يوما ما عاشقة..! عزم عندما زجوا بي في القفص مع رفقاء التحليق... لم أشغل نفسي إلا برسم جناحين بلون الحرية.. وبوابة باتجاه السماء..!