تحرص وزارة الثقافة والإعلام على حماية حقوق المؤلف من خلال العديد من الأساليب، وقد وشهد المؤتمر السادس للمسؤولين الحكوميين لحماية حقوق المؤلف في الدول العربية الذي عقد مؤخراً بمركز الملك فهد الثقافي، تأكيداً سعودياً وعربياً على أن حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة له من أي اعتداء هي المعيار الحقيقي لرقي الإنسان وحضارته، خاصة وأن العالم العربي أحوج ما يكون إلى إيجاد قنوات للتعاون والتواصل بين مسؤولي أجهزة حماية حقوق المؤلف، من أجل ملاحقة من يعتدي على المصنفات الفكرية والاستيلاء على جهود الآخرين، من خلال استنساخ هذه المصنفات أو تزويرها. ولعل مظاهر التقنية العالمية وما واكبها من انتشار فضائي سمعي أو بصري وانتشار مواقع الانترنت العربية، تسبب في الاستيلاء على كثير من الحقوق دون مراعاة لحرمة وحق أصحابها، مما يحتم على المسؤولين تعزيز مثل هذا التعاون والتواصل بين الأجهزة الحكومية لمثل هذه الحماية، وملاحقة المعتدين حسب الأنظمة العربية المحلية وكذا الاتفاقات الدولية. وتحرص أنظمة وقوانين حماية حقوق المؤلف والاتفاقات الدولية على توفير الحماية لأي مصنف فكري، بما في ذلك الرسم أو اللحن أو التعبير الحركي أو غير ذلك، وهذه الحماية تستمر في حياة المبدع وبعد وفاته وأن هضم حقوق الآخرين وتضحياتهم يضعف الإبداع والإنتاج، ويتسبب في نشر الاحتيال والربح غير المشروع، وفي ذلك إحباط للمفكرين والمؤلفين والمبدعين. وتحرص المملكة، مثل بقية الدول العربية، على حماية هذه الحقوق وصيانتها ورعاية مالكيها، وذلك وفق تشريعات وضعتها الدول العربية ضمن أنظمتها وقوانينها المحلية، كما تحرص الدول العربية على تطبيق كل الاتفاقات الدولية التي تختص بهذا الجانب. ويرى خبراء أنه يجب على الدول العربية تبني سياسة واضحة في العقوبات ضد القراصنة وتشديدها والإعلان عن الأحكام الصادرة في حق منتهكي حقوق الملكية الفكرية، وتحفيز ورفع مكافآت مفتشي مكافحة القرصنة مع ضرورة إعادة النظر في أعدادهم، وبضرورة العمل على صياغة واضحة بين القطاعين العام والخاص فيما يتعلق بملكية الحقوق الفكرية. كذلك فهناك مطالبات عدة بضرورة التوسع في الاستفادة من الحملات الأمنية التي تقوم بها جهات الأمن العام في الدول العربية للقضاء على الباعة الجائلين الذين يروجون لهذه المواد الثقافية التي يتم نقلها أو طبعها، والمطالبة بتنظيم ورش عمل بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة لحماية حقوق المؤلف، وإشراك الجمهور برقم مجاني للإبلاغ عن المعتدين على الحقوق الفكرية وتحفيزهم بمنح جوائز لهم، وتدريس مادة حقوق الملكية الفكرية لقسم الإعلام في الجامعات.