احتفلت منظمة الصحة العالمية، في 31 مايو الماضي، باليوم العالمي للامتناع عن التدخين بغرض تسليط الأضواء على الأخطار الصحية الناجمة عن تعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة كفيلة بالحد من استهلاكه، ويمثّل تعاطي التبغ ثاني أهمّ أسباب الوفاة على الصعيد العالمي (بعد فرط ضغط الدم)، فهو يقف، حالياً، وراء عُشر الوفيات التي تُسجّل في أوساط البالغين في شتى أرجاء العالم. وأقرّت جمعية الصحة العالمية الاحتفال بهذا اليوم في عام 1987 لاسترعاء انتباه العالم إلى وباء التبغ وآثاره الفتاكة، ويتيح هذا اليوم فرصة سانحة لإبراز رسائل محدّدة ترمي إلى مكافحة التبغ، وتعزيز الامتثال لأحكام اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ. واختلفت فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للتدخين من دولة إلى أخرى من إجراء محاضرات وفحوصات للطلاب لتوعيتهم بخطورة التدخين، وتنفيذ برامج وندوات لدراسة الآثار السلبية للتدخين على اقتصاد الدول وصحة المواطنين لهذه الدول. المملكة العربية السعودية ركزت جميع الوحدات الصحية المدرسية احتفالاً باليوم العالمي للتدخين على الأخطار الصحية الناجمة عن تعاطي التبغ من خلال إعداد الأنشطة والفعاليات اللازمة في المدارس للتوعية، والتشجيع على الامتناع والبعد عن التدخين حيث إنه يأتي في مقدمة الأوبئة التي تواجه الجهات الصحية ويمكن الوقاية منها. وشاركت جامعة الملك سعود في الاحتفاء بهذا اليوم، من خلال مجموعة من البرامج الوقائية التي تعنى بتوعية مجتمع الجامعة بأخطار آفة التدخين وحماية أبناء الوطن من هذا الداء الفتاك. ويهدف الاحتفاء بهذا اليوم إلى زيادة وعي المجتمع بأضرار وآثار التدخين الصحية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، كما انطلقت فعاليات جمعية "كفى التدخين" بمكة المكرمة بمهرجان جماهيري بسوق الحجاز تحت شعار: (شركات التبغ تخدعك) بهدف زيادة رفع الوعي الصحي لدى الشباب والفتيات، وذلك بضرورة الابتعاد عن آفة التدخين خصوصاً، ومشتقاته من التبغ عموماً؛ حفاظاً على أرواح المدخنين وأسرهم. موريتانيا احتفلت موريتانيا باليوم العالمي للتدخين تحت شعار: "لا تدع شركات التبغ تخدعك" الذي يهدف إلى إيصال رسالة إلى صنّاع القرار الوطنيين مفادها خطورة صناعة التبغ وخطره على السياسات الهادفة لحماية المواطنين من الآثار السلبية للتدخين، وتزامن الاحتفال مع تنظيم ورشة للتشاور واعتماد مسودة قانون مكافحة التبغ الذي يظهر التزام السلطات العمومية بالعمل على تنفيذ اتفاقية الإطار لمنظمة الصحة العالمية المتعلقة بمكافحة التدخين والتي صادقت عليها موريتانيا سنة 2004 . الإمارات نظمت بلدية مدينة أبو ظبي برامج وحملات تثقيفية بمناسبة هذا اليوم بهدف رفع مستوى الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع وتعريفهم بأضرار التدخين وذلك في حديقة الرحبة من خلال برنامج مكثف استهدف العديد من شرائح المجتمع، عبر العديد من الفعاليات والمسابقات وتوزيع النشرات الإرشادية والتثقيفية والمحاضرات. من جانبه قدم قسم مكافحة المخدرات في شرطة أبو ظبي محاضرة مهمة حول ضرر التدخين وعلاقته بالإدمان، كما قدم "علي الجابري" من إدارة خدمات المجتمع في بلدية مدينة أبو ظبي محاضرة تناول من خلالها أهم الخدمات التي تقدمها إلى المجتمع على كافة المستويات. وفي العين نظمت جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع مدينة خليفة الطبية في أبو ظبي فعاليات اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين وذلك في 2012 بهدف نشر الوعي بمخاطر التدخين وأضراره والارتقاء بالمستوى المعرفي والصحي للطلبة. وتضمنت الفعاليات محاضرة عن التدخين والأضرار الناتجة عنه والتي شملت فيلماً حول أضرار التدخين على الرئة وتجارب بعض الطلبة الذين أقلعوا عن التدخين وتوزيع منشورات توعوية عن مساوئ التبغ بشكل عام. فلسطين وفرضت السلطة الفلسطينية زيادة تصاعدية على نسبة الجمارك والمكوس المفروضة على منتجات التبغ تنفيذاً لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، حيث تشير نتائج المسح الذي أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في العام 2011 عن العام 2010، إلى أن الإنفاق الشهري للأسرة الفلسطينية على التبغ والسجائر يفوق إنفاقها على التعليم والعناية الشخصية والنشاطات الترفيهية. العراق بادرت العراق بتأسيس مجلس أعلى لمكافحة التدخين بمناسبة اليوم العالمي للتدخين وإعطاء هذا المجلس صلاحيات واسعة حتى يتمكن من الوقاية والعلاج لهذه الظاهرة، وأصدرت قراراً بمنع التدخين في جميع المؤسسات الصحية بالتنسيق مع وزارة الصحة والتي بدورها منعت موظفيها من التدخين إلا في الأماكن المفتوحة أو المخصصة لذلك، وحددت عقوبات إدارية رادعة لذلك.