قرأت خبراً طريفاً نشر في "جريدة الراي" الكويتية عن امرأة يمنية تبلغ من العمر 38 عاماً تخطب لزوجها طبيبة سودانية لتكون بذلك الفعل أول زوجة تقدم على (تزويج زوجها) لتحافظ عليه من الإنحراف! ونقلت الصحيفة عن الزوج "محمد صادق صعترة" البالغ من العمر 42 عاماً بأنه حاول الزواج قبل عامين ولكنه لم يوفق في أمره , ولم يجد قبولاً من زوجته الأولى (أم أولاده) على ذلك. فتعرف بعدها على طبيبة الأسنان السودانية الجنسية والتي تعمل في صنعاء , وأعجب بأخلاقها وتعاملها فما تردد في أن يذهب (وبمنتهى الحماس) لشريكة حياته "زوجته" ليخبرها بأنه قد وجد الأخرى التي سوف تشاركه (نصفها الآخر). وما كان منها إلا أن وافقت وأكدت له أنها ستخطبها له وتزوجه بنفسها. ولا أدري في الواقع هل وافقت على مضض أو بكل سرور وصدرٍ رحب حتى تحافظ عليه من الانحراف -على حد قولها-. الله يهنئ سعيد بسعيدة , انتهى الخبر ولكني لم انته بعد من كتابة المقال وأصبح يُخيل لي بعد تلك المقدمة والقصة المذكورة وكأني أسمع أصواتاً ذكورية تردد وتقول من بعيد بكل ثقة وعنجهية: (الشرع حلل أربعه .. الشرع حلل أربعه). وهذا حقكم ولن يعلو صوت على صوت الشرع والدين , ولكني اتسائل فقط يا معشر الرجال (من باب المعرفة بالشيء) جزاكم الله خيراً , ماهي طبيعة تركيبة (قلوب الرجال الخضراء) الذين يبحثون عن المثنى والثلاث و الرُباع منذ أن "يبلغون الحلم حتى يبلغون سن الهِرم" ؟! وأنا متأكدة لو أعطاهم الدين رخصة لأكثر من ذلك لما اكتفوا (بتُساع ولا عُشار) ! وبما أن أصحاب القلوب الخضراء يحاجون نساءهم دائماً بالدين , ويحفظون الآية الكريمة : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء , مثنى و ثلاث و رباع ... ) عن ظهر قلب أحب أن أذكرهم فالذكرى تنفع المؤمنين بأن الشرع حلل لكم أربع زوجات , ولكنه أوجب عليكم خمس صلوات , فإذا كنتم مؤمنين صادقين مع أنفسكم ومع ربكم مارسوا حقوقكم وفرائضكم الدينية كاملة , ولا تأخذوا من الدين ما يحلو لكم فقط , فالفرق شاسع بين المُحلل والواجب عليكم. بعدها انطلقوا وابحثوا عن النساء في شتى بقاع الأرض وطالبوا بتطبيق شرع الله و(عساكم على القوة). rzamka@ [email protected]