على القارئ أن يريح نفسه من عناء البحث . لا أقصد كاسباروف الذي هزم أقوى برمجية شطرنجية، ولا نظائر هذه الأمور . العوامل متوافرة لتزكية الأدمغة العربية في انتخاب أسرع الأدمغة في شعوب العالم، ثم أسرع الأدمغة في الشعوب العربية . تماماً مثل تصفيات كرة القدم وملكات الجمال .مثل المسابقات التلفزيونية، نبدأ من السهل وتزداد الصعوبة تدريجاً . العمليات الحسابية فريضة سياسة دولية على المخ العربي . السياسة الدولية كما يعلم الجميع مدرسة ولكنها كالكتاتيب، الفهم فيها بالعصا والفلقة، فيها تلاميذ ومعلمون وناظر . المهم درس الحساب . كان العرب اثنتين وعشرين دولة، ولكن الرقم على الدوام في تمدد وانقباض .ينقسم اليمن، تضاف جزر القمر والصومال، يطير السودان الجنوبي، تنفصل كردستان وتظل ضمن دولة العراق، يحدث مثل ذلك في ليبيا . كل يوم والحساب كالمصعد لا يتوقف عن الصعود والنزول .أهل الاقتصاد يسمونها بورصة . التسمية سليمة، فالأطراف التي تملك أسهماً في الدول العربية كثيرة ما شاء الله: أمريكان، إنجليز، فرنسيون، روس، صينيون، إيرانيون، أتراك . . إلخ . أسهم الأجانب تفوق بكثير أسهم العرب أنفسهم . أصحاب الأسهم الأجانب، اليهود ذوو الباع الطويل في هذه الميادين، وراء الكثير منهم . ما يجعل الأسهم تطلق سهامها . وهكذا نرى أعداد الضحايا والمشردين والأرامل واليتامى في صعود رهيب مخيف، أو نزول خفيف . نحن نحتاج في العالم العربي إلى مئة ساعة مثل ساعة المديونية الأمريكية، لمعرفة كل الصاعدات النازلات . الحساب البسيط: اثنان وعشرون بلداً أخبرتنا الصحافة قبل أسابيع أن خمسة منها ستصبح أربعة عشر . يصبح العدد واحداً وثلاثين، وتدوي صرخات المواليد في الجامعة العربية تصير حضانة ثم بعد سنين تغدو جامعة . ثمة مستوى أعلى في الحساب . مسألة الكسور، مثل فلسطين، التي تتقلص كل يوم بالمستوطنات، الصهاينة يقضمونها، ينهشونها بأسنان المفاوضات، التي تلوح عريضة البسمات . لزوم ما يلزم: كلام طيب، لو المشكلة العجيبة: العرب هم الذين يقدّمون الحساب، وهم الذين يدفعون الفاتورة .