قال لي صديق من العاملين في التعليم ذات مرة: "إن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن : يرتفع لها الطالب حتى يصل إلى مستواها وإلا فليضرب الباب!. أما جامعة (جامعة تبعد عنها حوالي 1000 كم) فإنها تنزل إلى مستوى الطالب - أي طالب"!. صديقي ذاك كان يقصد أن الجامعة الأولى جامعة رصينة , جادة , ومتميزة , أما الجامعة الثانية فإنها من نوع " مشي حالك " . ملاحظة:ما حدث ويحدث أتوقع أنه لا يمكن تعميمه على جميع الطلاب , ولكنه يظل شاهداً واضحاً , ومؤشراً قوياً على قوة تلك الجامعة وضعف الأخرى. ومن واقع تجربة ومعايشة شخصية لي أنا كاتب هذه السطور , ولأنني قد اقتربت كثيراً من بعض خريجي الجامعة الأولى , وأيضا الثانية .. فإنني أكاد " أبصم بالعشرة " على ما قاله صديقي ذاك " . والواقع أنني ذهلت بصراحة من ضعف مستوى من عرفتهم من خريجي الجامعة الثانية , وقد كانوا في تخصص اللغة العربية والتربية الفنية - وقد عايشث أولئك بنفسي – فأحدهم لا تكاد تصدق أنه شاب جامعي حاصل على درجة البكالوريوس , نظرا لضآلة " بضاعته " , وضعف مستواه بشكل واضح. كما أنني تعاملت مع أكثر من مهندس من خريجي الجامعة الأولى فوجدتهم أنموذجاً مشرفاً , ومما نفخر ونفاخر به نحن السعوديون , إذا قيل لنا أين هم طلاب جامعاتكم ؟ . مسؤولية ضعف هذه الجامعة أو تلك,أمر خطير ويجب عدم السكوت عليه فهو يقدم لنا خريجين " مهلهلين " .. وبالتالي فقد يفقدنا – كمجتمع – ثقتنا بالتعليم العالي. يجب على وزارة التعليم العالي تلمس وقياس مستوى الخريجين بكل جامعاتنا,وهذا ليس أمراً عسيراً إذا صدقت النوايا , ويجب محاسبة المتسبب أياً كان. نقول هذا ..حتى لا تنهار هيبة التعليم الجامعي , ولا يصبح في مقدور كل أحد أن ينال البكلاريوس , وهو في حال بائس يدعو الناس للشفقة عليه .. وأيضاً الشفقة على جامعته البائسة من ورائه.