كتب الاستاذ علي حسون في عدد الجمعة 17 جمادى الاولى ( في كلمات – خطفه الموت سريعا ) بحارتكم .. ونا ماشي بعز الخوف عز الصمت عز الشوق جاني صوت راديكم عطاشا ... كل بونا يا زمن قاسي حيارى .. كل بونا يا قمر ناسي ويا ناسي بعد لك وجه تطريني بعد لك وجه؟ لا عديت شارعكم تلاعب درفة الشباك مثل اول ترفع صوت راديكم اعادني المقال الى سنوات الصحافة الاولى نصف الثمانينيات عندما جئت كان سعد الثوعي ملء السمع والفؤاد يكتب صفحة كاملة في عكاظ، ومقالات مختلفة في بعض المطبوعات الدورية كنت احادثه بالهاتف لم التقه سوى مرة وحيدة مع الاستاذ قينان الغامدي وحتى اوائل التسعينات، هادرا كان الوقت حداثة ومناهضين، صحوة وعقلاء، مشايخ وقت، وكاسيت ثائر سجال المرحوم غازي القصيبي وبعضهم وضدهم، انعكاسات حرب تحرير الكويت ومقولة الشيخ احمد جمجوم " من اعان ظالما سلط عليه " . المرحوم سعد الثوعي – كان حاضرا في مشهد بداياتنا الاولى مع الصحافة ولكنه كان بعيدا عنا في الطائف. المرحوم محمد الثبيتي – الاسطورة، انسان التضاريس وعاشقة الزمن الوردي . حاولت ان اكون قريبا من بعض من كانوا قناديل ضوء في عكاظ وحولها، كنت ارقب بعض اجتماعاتهم في مكتب الاستاذ ايمن حبيب ومكتب العدد الاسبوعي الاستاذ مصطفى ادريس شفاه الله، الدكتور سعيد السريحي عبدالمحسن يوسف، والذي ابتعد الى ضوء الشمس عبده خال والمرحوم محمد الطيب والمرحوم نور محمد النور طه احيانا، ولكن بغير اهتماماتهم فذهبت بعيدا الى عالم الاقتصاد، تجرأت يوما وطلبت من محمد الطيب ان احصل على ديوان التضاريس بتوقيع الثبيتي رحمه الله وقد فعل، وبعدما غادرت عكاظ وفي مساعي الاستاذ بهاء ابو غزالة والزميل عبدالله الحاج الى اصدار مجلة حياتي عمدت الى اجراء حوار مع سعد الثوعي تشاغل وتابعت حتى حظيت بكلماته مكتوبة واجابات ساخرة ، وابيات شعرية ، وكلمات بغير حياد، امتلكها حتى اليوم .. اعتقد انهم جيل مختلف حضورا ومعان وكلمات باقية في جبين الادب الوطني. وفي فترة لاحقة بعيدة جدا جاءني دون سابق انذار المرحوم نزار ابو نواس عن طريق الاستاذ محمد الجزائري الاول احب مكةالمكرمة وعمل مدرسا في المنطقة الشرقية، كان بارا بوالدته وبالشعر وشغوفا بالمسرح، والثاني بقي مشروعا لمشروع صحافي روائي متكامل ولكنه اختفى، يقول ابو نواس اتعبني الثوب الملطخ بالنفط اتعبني العقال البتار اتعبتني مشاهدة العدالة في الافلام اتعبتني الاطباق الطائرة فوق صخرة الاخدود امي .. ارقني اني كلما عطشت عدت للبئر ذاتها ( الديوان – ذلك تأويل ما لم استطع عليه صبرا .. ولم يُضر لان ابا نواس مات ونحن لم نكن اوفياء ) اعتقد ان اولئك القوم جيل مختلف بالحضور في المشهد الثقافي حتى اليوم، جيل مات قبل اوانه وربما ان اذن ابو الشيماء استعير كلماته " جاءوا قبل وقتهم – وكثير علينا بعضهم " اضاءوا للكلمات محافل وطرائق جد لافتة، وذهبوا لانهم ربما كانوا اضاءات متنقلة لم يستوعبها الضوء يوما، الكل اختلف معهم وحولهم ولكن احبوهم بصمت للأسف، ولكن ربما يأتي يوم قريب بالتفاتة مثل محمود صباغ فيعيدهم الى الذكرى والمشهد الثقافي كما فعل مع الكبير رحمه الله حمزة شحاته. الابداع حالة لا يحتاجها الجمود.