هل كان لدى فريق إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وتحالفه المنفرط الذي كان يقوده النية الحقيقية للمضي قدماً في توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري وهي الضربة التي اختلف العالم حول قراءة خبرها أول مرة وتشعب في تأويل مسبباته ، سؤالاً ربما كان سيبدو سخيفاً لو تم طرحه قبيل ظهور فكرة الإتفاق الأميركي الروسي حول ردة الفعل الدولية المناسبة تجاه مجزرة الغوطة ، لكنه الآن بات سؤالاً ملحاً ومزعجاً في ذات الوقت خصوصاً مع إحتفاء الإدارة الأميركية المبالغ فيه تجاه إتفاقها الأخير الذي وصفه باراك أوباما بأنه إتفاق تاريخي قد ينهي خطر وجود الأسلحة الكيميائية على كوكب الأرض إلى الأبد رغم أنها - أي إدارة أوباما - أول من قرع طبول الحرب على دمشق بعد أن استنفذت جميع حلولها السياسية مع النظام هناك ، لا أعلم ومثلي كثير كيف ربط الرئيس الأميركي بين التخلص من ترسانة الأسد الكيميائية وبين إختفاء السلاح الكيميائي في دول مثل كوريا الشمالية وإسرائيل، وإدارته التي ظهرت بعد هذا الإتفاق وكأنها تبشر طفلاً سورياً كتب عليه النظام السوري أن يعيش يتيماً بأنها قد إقتصت له ممن كان وراء فقدان عائلته فقتلت بذلك بشار الأسد نفسه ، الإتفاق الذي أنهى فكرة حدوث ضربة عسكرية ربما كانت ستعجل من إنتصار ثورة تعيش عامها الثالث صنعت لبنته الأولى على يد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي صرح في مؤتمر كان يعقد في لندن بأن نظام الأسد بإمكانه تجنب ضربة عسكرية محتملة إذا قام بتسليم الأسلحة الكيميائية خلال أسبوع ، وهو التصريح الذي وصف أميركياً " بالتعبير المجازي " وفهمه قلة على أنه ربما كان تعبيراً مزاجياً يخلص الإدارة الأميركية من إحراج دولي كبير بعد أن طمس شبيحة الأسد خطها الأحمر وظهر ذلك على جميع شاشات التلفزة العالمية ، التعبير المجازي فهم عربياً على أنه ضمانة بقاء لنظام الأسد ومواصلته قتل شعبه بدم بارد ، ليحضر السؤال الأهم هل خرج شرطي العالم على "المعاش " ؟ Twitter : aalbaly aalbaly @gmail.com