تحدثنا في المقال قبل السابق عن المهام الجسيمة المناط بوزارة الداخلية الاضطلاع بمعالجتها، واقترحنا التخفيف من مسؤولياتها التي يمكن لوزارات وجهات أخرى القيام بها..وحيث صدر أمر بإسناد مسؤولية الدوريات الأمنية في المديرية العامة للجوازات إلى الأمن العام ودور التوقيف في إدارات الوافدين بالجوازات إلى الإدارة العامة للسجون وهي خطوة من خطوات طريق التصحيح وإن كنت اقترحت في مقال سابق إسناد مسؤولية السجون إلى وزارة العدل وهذا لا يتعارض مع خطوة الوزارة بإسناد دور التوقيف بالجوازات إلى السجون، فالتغيير خطوة خطوة وحسب الحاجة ومتى تهيأت الظروف المناسبة. وقد سبق هذه الخطوة الغاء مكتب وزير الداخلية للدراسات والبحوث الذي كان له دور ارضى المسؤولين وقام المكتب بدوره على الوجه المطلوب وحقق الهدف من أجل إنشائه وحين تحقيق ذلك تم الإلغاء وربما هذا يعزز دور ادارة المراسم بالإدارة العامة للعلاقات والتوجيه التي يتولى إدارتها العامة حاليًا ابن الإدارة الأستاذ معيجل الرومي وهو كفاءة يعرفها المسؤولون بالوزارة، ومن مهام هذه الإدارة الإشراف واصدار مجلة الأمن والتي تصدر كل ثلاثة أشهر وفي المناسبات المهمة لكن تلك المجلة لا ترتقي إلى مكانة وزارة الداخلية وحجمها وأهميتها ففيها ضعف في الإعداد وعدم ترتيب موادها وغير مناسبتها لوضع الوزارة وحجمها وقدراتها والمسؤوليات المناطة بها فأغلب المواد الصحفية التي تنشر فيها منقولة من الشبكة العنكبوتية أو مواضيع سبق نشرها وفي الغالب بعيدة كل البعد عن مهام ومسؤوليات وزارة الداخلية وأصبحت غير مقروءة حتى من منسوبي الوزارة ناهيك عن القراء الآخرين، وهي تفتقر إلى التحقيقات الصحفية المتعلقة بدور ومهام وزارة الداخلية وإمارات المناطق والقطاعات العسكرية والجهات التابعة للوزارة، وعدم المام من يشرف عليها او من سبق لهم الإشراف عليها للحس الصحفي على وجه الخصوص والإعلامي بصفة عامة حيث تسند كل الأمور في المجلة إلى مؤوسسات اعلامية هدفها الربح المادي من الإعلانات وخلافها ولا تلقي اهتمامًا للمواد الإعلامية التي تتناسب ومهام وزارة الداخلية. كما تشرف الادارة العامة للعلاقات والتوجيه على برنامج امن وأمان التلفزيوني وما قيل عن مجلة الأمن يقال عن هذا البرنامج وكذلك البرنامج الإذاعي فكل تلك المواد الإعلامية - المجلة والبرنامجين التلفزيوني والإذاعي - لم يخدموا دور وزارة الداخلية المهم رغم وجود الامكانيات والخبرات الإعلامية بالإدارة العامة للعلاقات والتوجيه الذين لم تتح لهم الفرصة للرقي بالمجلة والبرنامجين سابقي الذكر والوزارة فيها إعلاميون يمتلكون الخبرة والكفاءة التي تمكنهم من الارتقاء بالدور الإعلامي وتسليط الضوء على ما للوزارة من مهام ومسؤوليات وجهود، ويبدو انه من المناسب إعادة هيكلة الإشراف على مجلة الأمن وعلى البرنامجين سالفي الذكر والاستفادة من ماتصدره بعض القطاعات الأمنية من مجلات وبرامج إذاعية وتلفزيونية والتي تفوق بمراحل ماتصدره وتنفذه الإدارة العامة العلاقات والتوجيه ويمكن استقطاب الخبرات الإعلامية التي تحقق الهدف أو إتاحة الفرصة للعاملين في العلاقات والتوجيه المؤهلين واستبعاد المحسوبين الذين لم يقدموا عملًا مناسبًا أو حتى مقبولًا فالمجاملات والمحسوبية لا ترتقي بأي عمل ناهيك عن العمل الإعلامي.