في خضم المخاضات الثورية الهادرة من سوريا إلى مصر و غيرهما مما تحت السطح و فوقه، تجري أمريكا ضغوطاً شديدة في محادثات سرية يقودها جون كيري بين السلطة الفلسطينية و تل أبيب متخذاً من عمان مركزاً لغرفة عملياته. لا شك أن أكثر ما يقلق قادة الشرق و الغرب هو مصير إسرائيل. هم مسرورون بتدمير القدرات العسكرية و الإقتصادية للدول المحيطة بالكيان الصهيوني. فذاك ما تمنّوه لعقود. لكن (الجديد) الذي لم يتوقعوه لمعادلة الصراع هو (الشعوب). فقد أصبح لها هياج لا يعطي إنقيادها لحكومة و لا حزب و لا هيئة. فإذا أضيفت له دعوات (الجهاد) يوماً ما فسيقود لما يسمونه (الفوضى) التي قد تستهدف تل أبيب يوماً فتكون القاضية على كيانها المصطنع، إذ يستحيل التعامل مع جحافل ربع مليونية مثلاً لو قررت مسيرةً خضراء من سوريا إلى الجولان مثلاً. Twitter:@mmshibani