بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.. ففي الحديث الذي رواه الطبراني قال صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً"، وشهر شعبان من مواسم الخير التي ينبغي على المسلم أن يتعرض فيها لنفحات رحمة الله عز وجل وذلك بالإكثار من العمل الصالح وخصوصا فى هذه الأيام من صيام وقيام وقراءة القرآن وصدقة وصلة للأرحام ، وتسبيح وتهليل واستغفار. وكيف لا وهى الأيام التى سنختم بها أعمال عام إن كان خير فخيرا وان كان شرا فشرا لمن أصر وأبى على الاستمرار فى الشر ، ولأن رحمة الله واسعة والأعمال بخواتيمها والرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نبشر ولا ننفر ونيسر ولا نعسر لذا نقول لمن تخلف عن الركب أسرع ، ولمن قصر فى العمل اجتهد ، ولمن غفل عن الطاعات وانشغل بهواه ودنياه انتبه . فهيا يا من سرقتكم الأوقات وشغلتكم الملذات وقعدت بكم عزيمتكم عن التنافس فى الخيرات والالتزام بالطاعات ،هيا وهبوا واستعدوا فلم يبقى من الوقت سوى ثلاث ليالى وتسلم أعمال العام ليلة النصف من شعبان فهيا نظفوا صحائفكم بالتوبة والاستغفار ، ونظموها بالفرائض والنوافل من صلاة وصيام وتلاوة للقرآن ، وسطروها بالصدقة والاحسان وصلاة الأرحام . وان كان الغش فى الامتحان حرام الا فى هذا الامتحان فخذوا بأيدى من حولكم وأطلعوهم على إجاباتكم وربما افدتم منهم واستفدتم فالدال على الخير كفاعله فبهذا يتضاعف اجرك وتنقذ غيرك وتأخذ بيد اخيك الى الجنة . واعلموا ان هناك معوقات تحول بينكم وبين قبول إجاباتكم فانتبهوا لها وتخلصوا منها فلا يقبل الله عمل مشرك أو مشاحن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله قال : إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقة إلا لمشرك أو مشاحن . فكيف بمن يخاصم امه واخته واخيه وجاره وصديقه ، فكيف بمن يخاصمون بالشهور والسنين وقد حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجر فوق ثلاث!!! واعلموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام فى هذا الشهر وعندما سئل فى ذلك قال " ذاك شهر يغفل عنه الناس بين رجب وشعبان وفيه ترفع الأعمال واحب ان يرفع عملى وأنا صائم " وكان الصالحون يكثرون فى هذا الشهر من تلاوة القرآن لذا اسموه شهر القراء وكانوا يخرجون فيه زكاة أموالهم ليعينوا الفقراء على شهر رمضان ولكى يتفرغوا للعبادة والطاعة على صفاء فى رمضان . – ليتكم توجهوها الى الجمعيات الخيرية التى يقوم عليها اناس يخافون الله حتى يصلوها الى من لا تعرفونهم ممن تحسبونهم أغنياء من التعفف. وكانوا يجتهدون فى الذكر والقيام فلكل عبادة نافلة تسبقها وعبادة تليها لذا كانوا يعدون ان الأكثار من الصيام فى هذا الشهر بمثابة النافلة القبلية لرمضان كما ان هناك صيام الست من شوال كنافلة بعدية ، فلا تحرموا انفسكم من اتباع سنن نبيكم ومضاعفة اجركم وافتداء انفسكم من جوع وحر يوم القيامة فصيام يوم فى سبيل الله يبعد عن النار سبعين خريفا . وأذكركم بأيام الاثنين والخميس الذىن كان يحرص الرسول صلى الله عليو وسلم على صيامهما وكذا ايام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر فتكون فى هذا الشهر أولى فهى الأيام البيض من كل شهر .