ليس جديداً أو أمراً غير متوقع او حدث مفاجئ ان تسقط الامطار بغزارة على مدن المملكة في شهر ابريل من كل عام وهو ما اكده خالد الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في حديثه لاحدى القنوات الفضائية العربية حيث قال ان المملكة عادة تتأثر بمنخفض السودان خلال شهري جمادى الاولى والثانية الموافق ابريل من كل عام وان هذا الشهر هو الأغزر مطرا بما يعني ان المسؤولين في المملكة على ادراك بان شهر ابريل يأتي بأمطار وسيول ولابد ان تتخذ كافة الاجراءات الاحترازية والوقائية ووضع الخطط الكفيلة بمنع الاخطار او التقليل منها من دون وقوع خسائر في الارواح او الممتلكات كما شهدناها هذا العام. وقد اعجبني مقال كتبه الاستاذ علي محمد الحسون رئيس تحرير جريدة البلاد حول هذا الموضوع وتساءل لماذا يؤبخذ هذا الاجراء عند هطول الامطار بل يذهب المسؤول احيانا انه بمجرد تراكم السحب تصدر التعليمات بإخراج الطلبة والطالبات من مدارسهم خوفاً من هطول الامطار. وتساءل الكاتب وعنده كل الحق: هل نحن الوحيدون في العالم الذين تتوقف الدراسة عندهم لمجرد هطول الامطار. وأنا أؤيد ما ذهب اليه الاستاذ علي الحسون من ان غالبية دول العالم تتساقط وتهطل عندها الامطار بغزارة ولا يعلقون الدراسة ويتساءل لماذا نحن نفعل ذلك بل وكشف رئيس تحرير البلاد عن السبب الحقيقي وراء هذا الاجراء من تعطيل او تعليق الدراسة وانا معه في تحليله من عدم صلاحية مباني المدارس سواء كانت الحكومية او المستأجرة وعدم توفر المستلزمات الاساسية لتخطيط المدن والخشية من ان تتحول الشوارع الى برك من السيول مما يعرض الطلبة والطالبات الى مخاطر الطريق فالشوارع ليس بها مصارف للسيول بالرغم من كل الامكانات التي لدينا.وانهى الكاتب حديثه بالسؤال نفسه لماذا تغلق المدارس ابوابها عند هطول الأمطار؟ وأنا شخصياً أسأل السؤال نفسه وأقول انه لابد من وقفة مع هذا الموضوع المهم من قبل المسؤولين في للاسباب التي تجعلنا نقدم على هذه الخطوة بتعليق الدراسة عند كل مرة تهطل فيها الامطار ولو استدعى الامر لتشكيل لجنة موسعة لبحث الامر تضم كافة المسؤولين في الجهات المختصة المختلفة للدراسة والخروج بتوصيات تزيل المخاوف عندما تهطل الامطار ولا تعطل الحركة ولا تغلق المدارس ولا تتسبب في كل هذه الاضرار من خسائر في الارواح او الممتلكات او تعطيل حركة السير والعمل بهذا الشكل. وبالرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال الدفاع المدني لمواجهة مخاطر الامطار ونشر فرق ميدانية مجهزة بقوارب انقاذ وغواصين ومعدات للبحث في جميع المواقع المعرضة لتجمعات المياه او جريان السيول الا ان المواطن يريد خططاً مستقبلية لمواجهة مثل هذه الظروف بما يحقق سلامة وامن المواطنين والتقليل من حجم الخسائر الى ادنى حد. ونحن نقدر جهود وزارة الداخلية ووزيرها الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز رئيس مجلس الدفاع المدني في اعمال الانقاذ والايواء التي تمت وقامت بها فرق الدفاع وتقديم الخدمات والمساعدات للمتضررين وتوفير مختلف خدمات الاعاشة وما تتطلبه مثل هذه الظروف. لكن الامر يحتاج الى تكاتف الجهود لانشاء واقامة بنية اساسية من مصارف لمياه الامطار والسيول في مختلف المناطق لضمان عدم تمركز المياه في الشوارع ووصولها الى المنازل كما هو معمول به في غالبية دول العالم وهذا الامر يتطلب دراسة وافية لكل المناطق التي تتعرض لمخاطر تلك الامطار وكذلك تشكيل لجان هندسية لمراجعة كافة مباني المدارس الحكومية او المستأجرة لمعرفة مدى تحملها لمخاطر الامطار الغزيرة او السيول واصلاح ما يتم كشفه من عدم صلاحية بعضها للعمل كمدارس حرصا على سلامة الطلبة والطالبات وعدم تعرضهم للمخاطر وايضا لعدم اتخاذ قرارات مستقبلية بتعليق الدراسة في تلك المدارس لمجرد سقوط مثل تلك الامطار. ان امكانات المملكة كبيرة ويستطيع ان تحقق كل ذلك فقط مطلوب التحرك سريعاً لبحث هذا الامر ووضعه في اولويات المرحلة القادمة لكي نستطيع ان نستقبل موسم الامطار بكل ثقة في امكاناتنا ودون ان نعطل مدارسنا وان يتعرض المواطنون لمخاطر كبيرة.. نعم نحن قادرون على حل تلك المشكلة بتكاتف وتعاون كل المسؤولين والجهات الحكومية. للتواصل: 6930973