سيهدم الأقصى إن عاجلاً أو آجلاً فهو الآن وبسبب الحفريات الإسرائيلية من تحته ومن حوله بات شبه معلق في الهواء ..ينتظر إما هزة بمقياس 4 درجات على جهاز ريختر،أو قيام طائرة حربية إسرائيلة باختراق حاجز الصوت عمداً وعن تخطيط مسبق،أو صاعقة ما ،ويصبح أثراً بعد عين. اليهود الصهاينة يتباينون معنا بشكل فاضح،مع أننا أصحاب حق ،وهم على باطل ،لكن باطلهم المدعم بالقوة ،سجل نقاطا كثيرة على حقنا ،فهم ومنذ أن تسلموه إثر مسرحية الساعات الست في حزيران 1967،وهم يقومون بالحفر من تحته ومن حوله ،وفي كل الجهات ،من أجل هدمه وإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه ،إيذانا بإعلان إسرائيل دولة يهودية خالصة نقية من كل شائب"مسلم ومسيحي". بداية سيطروا على باب المغاربة، ونحن نستنكر وندين،وثاني خطواتهم قيام مسيحي متصهين أسترالي يدعى دينيس مايكل في صيف العام 1969 بإشعال النيران في المسجد الأقصى ،وإلتهم الحريق منبر صلاح الدين ،وأجزاء أخرى من المسجد المبارك ،وهب الفلسطينيون المقدسيون لنجدة أقصاهم وسط إعاقة واضحة ،من قبل سلطات الإحتلال لكن الإرادة لا يكسرها شيء. ما يجب أن يسجل في ملف هذه الجريمة النكراء ،هو أن رئيسة الكيان الصهيوني غولدمائير، صرحت أنها لم تنم تلك الليلة خوفا من زحف عربي –إسلامي مقدس ،على فلسطين لتطهيرها من الإحتلال ،ولكنها تقول أنها وبعد أن غلبها النعاس في دقائق الهزيع الأخير،إستيقظت مرعوبة ،لكنها عادت إلى رشدها بعد أن لم تجد أي تقرير على مكتبها، يفيد بأن العرب والمسلمين زاحفون إلى القدس..عندها نامت لياليها الطويلة الهانئة،وأمنت أن إسرائيل ستبقى بخير ما دام العرب والمسلمون يحاربونها ويهاجمونها بالشجب والإدانة والإستنكار. قبل أيام فوجئت بأن الدفاع عن المقدسات بات بحاجة إلى إتفاقيات بين الأردن والسلطة الفلسطينية ،وبالفعل جرى توقيع إتفاقية بين جلالة الملك عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس،وقلنا أن الأقصى سيكون بخير ،لكن إسرائيل وجهت صفعة للجميع بأن قام المستوطنون ،وكالعادة مدعومون من قبل جيش وشرطة الإحتلال بتدنيس المسجد الأقصى ،وضرب المصلين المسلمين فيه ،إضافة إلى إعتقال مفتي الديار الفلسطينية خطيب الأقصى الشيخ محمد حسين للتحقيق معه بحجة أنه تسبب في إعاقة عمل المستوطنين وحرض عليهم لأنه هتف "الله اكبر". لم نجدد في خطابنا ،وما نزال نتعامل بلغة الشجب والإدانة والإستنكار،والسؤال :في حال إنهيار الأقصى..ماذا نحن فاعلون؟هل ستنفع لغة الإدانة آنذاك؟لا أظن ذلك،،لذا علينا الخروج من دائرة الشجب والإستنكار والإدانة ،واللجوء إلى لغة المنطق...فالأقصى على مرمى حجر..وهو ليس بحاجة إلى توقيع إتفاقيات ومعاهدات جديدة .