إهانة القوارير ليست إلا من صفات أؤلئك الذين يستمعون لآيات الرحمن ولا يتخذونها نبراساً لهم في شؤون حياتهم،واللؤم ديدن للمتكبرين الذين يظنون أنفسهم أعلى شأناً من الآخرين ولا يعترفون بأخطائهم ويعتقدون دوما أنهم على صواب، فأخطاؤهم مبررة وأخطاء غيرهم لا تبرر ولا يغفر لها في قاموس حساباتهم. وما أعظم اللؤم عندما يكون مع الزوجة، قال تعالى : « وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِك لآيات لقوم يتفكرون « الروم.ومظاهر اللؤم كثيرة في معاشرة الزوجة أذكر لكم منها عدة نقاط علنا نستمع القول فنتبع أحسنه:اللؤم تجاهل مشاعر الزوجة وعاطفتها الجياشة ومعاملتها كأي فرد في العائلة ونسيان أنها كتلة من المشاعر الرقيقة، وأنها مخلوق من دم ولحم في حين أنه يعامل النساء في مكان عمله بلطف كبير، وهذا لؤم كبير ونسي قول النبي صلى الله عليه وسلم:» رفقا بالقوارير». والرفق في اللطف في معاملتها والتحدث اليها بأطيب الكلام وأرقى العبارات، فهي أقرب الناس اليه بعد والديه وهي الصاحب بالجنب لقوله تعالى في سورة النساء :» وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِب « النساء. اللؤم في نسيان حقوقها وأنها بحاجة للنفقة، بحاجة لمصروف شهري أو أسبوعي وإن كانت موظفة فالزوج اللئيم تجده يصرف من راتبه على ملابسه وأصحابه ولا يتذكر زوجته إلا في العيد، وربما لا يتذكرها وإن تذكرها مَنّ عليها بما أنفقه عليها طوال العام ونسي حديث النبي صلى الله عليه وسلم :» كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته «. اللؤم في تفضيل الأولاد عليها فتراه يسر لأولاده ممتلكاته ويخفي عن زوجته بحجة أنها زوجة وهذا منطق اللئام وليس من منطق المحسنين أبداً، فلربما يموت ويكشف سره بعد الموت لتفاجأ الزوجة المسكينة بالأسرار العظام. اللؤم في الاستماع لحديث الآخرين وتجاهل حديثها ووصفه بالتفاهة، ولربما تكون حاملة لشهادة أعلى منه لكنه الكبر واللؤم، والزيادة في اللؤم أن يأخذ برأي غيرها ولا يعتد برأيها وإن كان رأيها حكيما، ونسي استشارة النبي لأزواجه وأخذه برأيهن كما في قصة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها والتي كان في رأيها الصواب.اللؤم في ألا يستأذن زوجته عند سفره ويبت قراره في البيت فجأة، ويفاجئها بالبعاد ولربما علم الصحب والولد قبلها؛ وهذا حال اللئام من الرجال، ونسي قول النبي صلى الله عليه وسلم :» أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم «، وقوله صلى الله عليه وسلم :" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ما أجمل أن يبتعد الزوج عن هذه الصفات ليكتب مع المحسنين والكرام.