أتابع ما ينشر في هذه الصحيفة بين الفينة والأخرى عن الأسرة وعن الحياة الزوجية، ومن هنا أود أن أبدي استغرابي وعجبي مما سمعته وتم نقله إليّ من تعامل بعض الأزواج مع زوجاتهم بأسلوب صلف وتجريح، وألفاظ سيئة وتصرفات لا ينبغي ولا يجدر أن تصدر من زوج تجاه شريكة حياته وأم أولاده، ويعلم الله أني لم أكن أتوقع أن تصل الوقاحة ببعض الأزواج إلى أن يقوم بمعاكسة ومغازلة النساء عبر الجوال بحضور زوجته، أو أن يهملها وأولادها ويقضي معظم وقته أمام الإنترنت، ولا يقدرون زوجاتهم، بل يحتقرونهن ويتعالون عليهن وكل ما عندهم هو الأوامر ورفع الصوت والإهانات، على الرغم من أن الزوجات لم يقصرن معهم، بل يقدرنهم ويحترمنهم، وبعض الأزواج يقارن زوجته بالأخريات سواء من الجنسيات الأخرى أو من القريبات. إنني هنا أرغب في أن أذكر أولئك بقوله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (رفقا بالقوارير) وقوله عليه أفضل الصلاة والتسليم عن النساء (ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم). وقال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، ولكن رغم ذلك ومع عنجيتهم وحماقتهم وأسلوبهم السيئ فإن بعضهم يرفض أن يطلق زوجته، وهؤلاء أذكرهم بقوله تعالى: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان). فلماذا يصر على بقائها معه وسط تعامل سيئ وسلوك مشين وإهانات وعدم تقدير، أليس الأجدر به أن يسرحها ليرزقها الله بمن يصونها ويحترمها ويعطيها حقها واحترامها وكرامتها، ثم هل يرضى أولئك أن بناتهم أو أخواتهم يلقين المعاملة ذاتها من قبل أزواجهن؟ أتمنى من جميع الأزواج أن يتقوا الله ويخافوه في زوجاتهم، وأن يتعاملوا معهن بما أمرنا به الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء بكل الخير، ونهى عن كل شر، متمنيا للجميع الحياة الزوجية السعيدة والهانئة.