أمنية تجلت في عيني طفل الخامسة لحظة وضعه تاج المحبة والتقدير على رأس مربيته التي حضرت بدلاً عن أمه في الاحتفال الذي نظمته مدرسته بمناسبة يوم الأم، وبحضور عدد من الأمهات والآباء الذين قدموا لمشاركة أطفالهم فرحة احتفالهم بهذا اليوم وليطلعوا في نفس الوقت على مستوى أدائهم في المدرسة، هذه ليست المرة الأولى التي تتخلف فيها أمه عن الحضور، فكثيراً ما وجهت لها المدرسة خطابات تدعوها فيها للتعرف على مستوى ابنها المعرفي والاجتماعي ولكن لا حياة لمن تنادي، المربية هي من تحضر في مختلف الدعوات وكثيراً ما يشاركها السائق في جلسات مناقشة تقريره مع معلمته. هذا السلوك غير المرغوب تجاه الطفل والذي يشكل منعطفاً خطيراً في حياته يشترك في السير على منهاجه بعض الأمهات من اللواتي يكتفين بتكليف المربية أو الخادمة بمهمة متابعة طفلهم في المدرسة وإذا احتاج الأمر أكمل مهمتهم السائق المرافق لها وكان الله غفوراً رحيماً متناسين واجبهم التربوي تجاه هذا الطفل المسكين المحتاج عاطفياً وأسرياً لحنان أبويه وبالذات لمشاعر أمه الفياضة أكثر من حاجته لأي شيء آخر من لعب وهدايا وملابس ماركات تقضي أمه من أجلها ساعات طوال تتجول في أروقة المجمعات لتوفيرها له لإرضاء غرورها والتفاخر أمام صديقاتها، هؤلاء الأمهات يتعاملن مع أطفالهن وكأنهم دمى جميلة معروضة في فاترينات أغلى المحال التجارية متناسين او يتناسون مشاعر الأمومة وأدوارهم التربوية، غير مدركات لمشاعر الحزن والأسى التي تنتاب الطفل عندما يرى زملاءه الصغار وهم يمسكون بأيادي أمهاتهم فرحين ويتجولون معهم في أرجاء الفصل والمدرسة، ويطلعونهم على أنشطتهم وأعمالهم ويعرفونهم على أصدقائهم الصغار. لحظات مسك الطفل ليد أمه والتجول معها لتعريفها بعالمه الصغير من أجمل اللحظات في حياته، قد لا تكون لهذه اللحظات أي قيمة في نظر بعض الأمهات المهملات اللاتي يجهلن قيمة الحب والحنان في حياة الطفل ونموه ويتهاونّ في غرسها وتعزيزها، ولكنها تعني الحياة كلها في نظر الطفل الصغير، عذراً عزيزاتي الأمهات تهاون بعضكن وعزوفكن عن أداء هذه المهمة الجليلة يدفعني لنعتِكن بهذه الصفة التي تتنافى وصفة الأمومة السامية تبرر إحدى الزميلات هذا الإهمال والتهاون في القيام بهذا الدور بأن بعض الأمهات لا يتقن اللغة الانجليزية ومن الصعوبة عليهن التفاهم مع المعلمة الأجنبية التي لا تتقن هي الأخرى العربية فيتركن هذه المهمة للمربية لكن هذا لا يمنع ذهاب الأم ومعها المربية التي تتقن اللغة الانجليزية لتقوم بدور المترجمة، والبعض يعزوه لجهل الأم وانشغالها بأمورها الشخصية وزياراتها الترفيهية. المؤسف في هذا الأمر أن إدارة المدرسة بدلاً من توجيه الآباء والتأكيد عليهم بالحضور لمشاركة أبنائهم أنشطتهم ومناقشة تقاريرهم الفنية وجهت مربية الفصل دعوتها لهم للمشاركة وشملت في هذه الدعوة الأم أو الأب أو المربية، أي إنها هي الأخرى فتحت مجال مناقشة موضوع الطفل مع المربية وهذا السلوك كان مرفوضا في السابق ولا يسمح به إلا في أضيق الحدود عندما يكون هناك سبب قوي يتعذر معه حضور الأم أو الأب للمدرسة. رأفة بالطفل ورحمة به يا من تتولون أمره ويا من تتسابقون على الكسب والتربح من وراء التعامل مع تعليمه لا تتساهلون في فرض معايير وقيم تؤثر على نموه وشخصيته ومستقبله أكدوا على أن تلبس تاج الحب والتقدير أمه. كاتبة قطرية