كثيرة هي اختلافاتنا وتقاطعاتنا مع السيٌد المسؤول لكننا نلتقي معه في حالة يتيمة وهي "البُكاء على اللبن المسكوب" ولو كنا نحن المواطنين براء مما حل بذلك اللبن ! فالمسؤول لدينا في الغالب عبارة عن كائن ثلجي لا يمكن أن يصدر عنه أو منه أي قرار استباقي تجاه أمر أو قضية ما بل نحتاج كمواطنين ومقيمين على حد سواء أن ندفع قرابين ذلك القرار بدمائنا وأرواح أبنائنا بعد تحل بنا كارثة ما ليصحو سيادة المسؤول من سباته الطويل , مادعاني لكتابة هذه المقدمة هو تقرير نشرته الزميلة "الشرق" يتحدث عن قصة عروس القيصومة والتي قضت و خمسة من أفراد عائلتها في حادث مروري شنيع على طريق حفر الباطن - الدمام في الأسبوع الماضي , ما لفت إنتباهي هو أن ذلك الطريق الذي وقع عليه الحادث و الممتد على مسافة 270 كلم تتواجد بداخله أكثر من 16 تحويلة ! وقد تأخرت الشركة المنفذة للطريق في الإنتهاء من صيانته مما جعل منه طريقاً مرعباً حصد في السنوات القليلة الماضية الأف الأرواح , أما الأكثر خطورة فكان ماذكره المقدم ماطر الحميداني مدير مرور محافظة حفر الباطن بأن هناك مسافة 20 كلم بداخل ذلك الطريق غير مغطاة من قبل قوات أمن الطرق وأن في هذه المنطقة بالتحديد تكثر الحوادث المرورية وتم التنبيه لذلك أكثر من مرة لكن شيء لم يحدث , وهنا نسأل أليس من العدل أن نقول أن هناك شبهة جنائية في وفاة عائلة دغيم الشمري رحمها الله ؟ فنحن نقف أمام تقصير فاضح للسيٌد المسؤول سواء كان من وزارة النقل والتي خنقت ذلك الطريق بأكثر من 16 تحويلة أو كان من إدارة أمن الطرق والتي تخلت عن واجبها و إلتزامها بتغطية و حماية طرق المملكة كافة ؟ نحن هنا لا نبكي على اللبن المسكوب فقط بل نرمي حجراً في نهر راكد يجلس بقربه السيٌد المسؤول , ماحدث لعروس القيصومة وعائلتها قد يتكرر مع عائلة سعودية أو أجنبية وقد يكون هذه المرة بشكل أشد قسوة مالم يسارع المسؤول إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه وبشكل عاجل , من الظلم أن نقوم بتعليق مصائب الحوادث المرورية على القضاء والقدر فقط وكأننا ننفي أن هناك أسباباً على الواقع ساعدت على حدوثها وهي أسباب تلامس سقف " الفساد " والذي يقوم بدور البطولة فيه السيٌد المسؤول ! ليس لدي شك في أن ما تعرضت له عائلة الشمري رحمها الله لو حدث في دولة أخرى لتم تشكيل لجنة حكومية مستقلة لمعرفة التفاصيل ومعاقبة المتسبب بل ودفع التعويض المناسب لوالد الضحايا على وجه السرعة , على السيٌد المسؤول أن يعي تماماً أن كل روح تزهق بلا ذنب ستكون معلقة في رقبته يوم الحساب وأنه لن ينجو أبداً من ذلك , أما نحن فيجب علينا أن ننتصر لعروس القيصومة وعائلتها رحمها الله من كل مسؤول فاسد , أن نحمي مستقبل عائلاتنا أيضاً في أن نساعد بعدم تكرار ما حدث , علينا التفريق أيضاً بين من مات في حادث مروري نتيجة خلل في سيارته وبين من قتله تقصير وإهمال وفساد المسؤول , حين نصل إلى ذلك لن نخاف على مستقبلنا أبداً. Twitter : aalbaly [email protected]