استيقظت «حفر الباطن» أمس في حزن وكآبة، وخيم الوجوم على أهاليها وهم يتجهون للصلاة وتشييع 9 ضحايا من أبنائها ذهبوا ضحية طريق الشرقية الذي أضحى يسمى عند الأهالي ب «طريق الموت»، وكانت إحدى الضحايا عروساً تتجهز لليلة الدخلة. وكانت البداية صبيحة الأربعاء حينما فقد شقيقان حياتهما جراء حادثة مرورية، حينما اصطدما بسيارة أخرى ليفارقا الحياة في موقع الحادثة بالقرب من مدخل مدينة القيصومة 16 كم شرق حفر الباطن، ولم ينتهِ المشهد على ذلك، فقد انضم ستة أفراد من عائلة واحدة إلى قائمة الضحايا في حادثة أخرى وقعت بالقرب من هجرة الصداوي 90 كم شرق حفر الباطن، حيث كان يقود المركبة شاب برفقته أمه وأربع من أخواته، كانوا عائدين من الدمام، إحداهن كانت عروساً، غير أن مشيئة الله اختارت أن تزف إلى القبر تاركة فستانها الأبيض الناصع في موقع الحادثة مصطبغاً بالأحمر القاني كشاهد على الحادثة المؤلمة التي أودت بحياتها وحياة أسرتها، بالإضافة إلى الباكستاني سائق الحافلة التي اصطدم بهم داخل إحدى تحويلات الطرق رافعاً حصيلة الموتى إلى 9 ضحايا. وأصدر مرور حفر الباطن تصريحاً على لسان مديره المقدم ماطر الحميداني، ذكر فيه «أن الحادثة وقعت في تمام الساعة الحادية عشرة قبل الظهر على الطريق بين حفر الباطن ومدينة الدمام، حيث ارتطمت ثلاث مركبات ببعضها، الأولى شاحنة يقودها وافد باكستاني الجنسية، وشاحنة أخرى يقودها وافد موريتاني الجنسية، ومركبة ثالثة من نوع يوكن يقودها مواطن ويرافقه خمسة آخرون سعوديون»، مشيراً إلى أن الحادثة أسفرت عن وفاة قائد الشاحنة الأولى وقائد المركبة الثالثة وجميع مرافقيه، وبيّن أن سبب الحادثة «انحراف وتجاوز قائد الشاحنة الأولى بعد اصطدامه بالشاحنة الأخرى من الخلف، حيث تسبب تجاوزه لها بالاصطدام بالمركبة الثالثة القادمة من الجهة المقابلة على المسار القادم من حفر الباطن». يشار إلى أن طريق حفر الباطنالدمام الذي يمتد 500 كم، قد شهد على مدى 3 سنوات حوادث ووفيات تقدر بالعشرات كون الطريق يشهد العديد من التحويلات وأعمال الطرق التي تبلغ قرابة ال 6 تحويلات بالإضافة لضعف علامات التنبيه ما يجعل الكثيرين يذهبون ضحية انحرافات الطريق المفاجأة بسبب الأعمال. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيراً، حيث تنوعت الوسوم التي تناولت الحوادث، واختار كل واحد التعبير في وسم يعبر عما يجيش في صدره فهناك وسم بعنوان: طريق حفر الباطن-الشرقية، وآخر بعنوان حفر الباطن -حزينة، وثالث بعنوان طريق الموت. يقول عادل الشمري: «من عام 1998 وحتى 2013 والطريق تحويلات ولا يمر أسبوع إلا و نسمع عن حادثة لكن حسبنا الله ونعم الوكيل»، فيما قال محمد الفيصل: «أسوأ نتائج الإهمال تلك التي تحدث الضرر بالأنفس حينها لا عذر يقبل ولا تعويض يعيد المفقود»، بينما يضيف ثاني الحبلاني «11 تحويلة رصدتها من حفر الباطن إلى النعيرية (300 كم) وشوارع مليئة بالحفر، والشاحنات تتجاوز بلا رقيب»، و يقول عايد الحبلاني: «يا أمير المنطقة الشرقية كل يوم نمسي ونصبح على كارثة في هذا الطريق، شباب وعوائل ذهبوا بين لحظة وضحاها، بسبب كثرة التحويلات، وزارة النقل أصبحت وزارة قتل»، بينما يقول عايد العنزي: «يا أيها الوزير، يا أيها المسؤول أنت لم تشاهد ابناً لك يُحمل في الأكفان، ولم تشاهد عائلتك يصار بها إلى القبر، و حسبنا الله ونعم الوكيل». فيما طالب سالم القحطاني، «نزاهة» قائلاً: «يجب على نزاهة متابعة الطريق فما يحصل إن لم يكن فساداً فما هو الفساد؟ ففي كل حارة وحي ضحية لهذا الطريق، كم يجب أن ننزف حتى يتم حل مشكلة الطريق الدولي»، فيما طالب عدد من المغردين أعيان حفر الباطن رفع شكوى الأهالي إلى وزارة النقل أو ديوان المظالم». و كان وكيل وزارة النقل المساعد للشؤون الفنية المشرف العام على إدارة الطرق والنقل في المنطقة الشرقية المهندس محمد السويكت، صرح خلال لقائه قبل أربعة عشر شهراً لأعضاء المجلس المحلي في حفر الباطن وبحضور محافظ حفر الباطن عبد المحسن العطيشان «أن ميزانية النقل للعام 1433 ه - 1434ه اعتمدت دراسة وتصميم الدائري بحفر الباطن وكذلك تقاطع مركز الذيبية والطريق الفرعي لمركز الصفيري، بجانب إعادة إنشاء الطريق الدولي الذي يمر بمحافظة حفر الباطن والذي يمتد من النعيرية مروراً بحفر الباطن حتى الحدود الإدارية للمنطقة الشرقية، كما شملت المشاريع المدرجة إعادة إنشاء طريق حفر الباطن الرقعي الطريق السابق، وتبلغ تكلفة هذه المشاريع حوالي 490 مليون ريال». وأضاف «أن زيارته –آنذاك - تمهد لإنجاز هذه المشاريع، وستكون المحافظة ورشة عمل لإنجازها بأسرع وقت مع الاهتمام بالجودة، والتي تعد ركيزة مهمة وكبيرة، مع الحرص على السلامة المرورية وانسيابية الحركة المرورية أثناء إنشاء المشاريع»، غير أن واقع الحال يثبت عكس ذلك.