الغيرة في العمل حافز للتقدم في السلم الوظيفي، ووسيلة للتنافس الشريف بين زملاء المهنة ، ولكنها تتحول في كثير من الأوقات إلى حقد وضغينة يحملهما أصحاب العلاقة لبعضهم البعض. ولأن النجاح في العمل يهدف الجميع لتحقيقه فإنه يسعى بعض الموظفين نتيجة شعورهم بالغيرة من زميلهم المتميز إلى تدمير نجاحاته، لأنهم لا يستطيعون تحقيق مثلها وتحركهم الغيرة نحوه نظراً لأنه يمثل صورة من صور النجاح التي تذكرهم بضعفهم وقلة حيلتهم وبالتالي محاولة إحباط أعماله والتقليل من شأنه وإفشاله. والغيرة تزداد في نطاق العمل وخاصة بين النساء، وتصل بين كثير من الموظفات إلى المشادات الكلامية، وخاصة عند ظهور أي مشكلة بسيطة أو اختلاف في وجهات النظر مما يعيق تطور العمل بين الموظفات بسبب مكانة البعض الخاصة في العمل، والكاريزما، والجمال ، ورتابة العلاقات بين الموظفات، تدعو البعض إلى تكوين مكانة من الصعب أن يعترف شخص ما في بيئة العمل بأنه غيور، والكثير من الغيورات، همهن الوحيد الانشغال بالموظفات، وخصوصا المتميزات منهن وقد يكون لديهن الكثير من المهارات المتميزة لكنها تختفي بسبب سيطرة الغيرة على سلوكهن وينصرف تفكيرهن عن العمل الأساسي بالانشغال باستخدام الأساليب الدنيئة للحد من تقدم الأخريات من خلال ممارسات عديدة كالوشاية، والسعي بالنميمة، والفتنة لدى المديرة، ومحاولة إخفاء المعلومات عن بعضهن البعض، وعدم تقديم يد العون، والإحساس بالسرور بإخفاق المتميزات، والإحساس بالألم والضيق عند الإشادة بهن مما يدفعهن إلى تجميع الأكاذيب ونقلها بصورة مشينة. وبصورة عامة لا يمكن أن نغفل عن بعض الإجراءات في كثير من الدوائر والمؤسسات كتعيين رؤساء أقسام، وتوزيع المهام على أسس غير عادلة، وإهمال الكثير منهم لعنصر المتابعة، والتوجيه مما يساعد في تفشي الغيرة ، ومفتاح النجاح في أي مؤسسة هو دعم فريق عملها للوصول لتحقيق الهدف النهائي واستثمار كل الطاقات، وتوحيدها للعمل بروح الفريق الواحد، والعكس صحيح حيث ان انعدام العدالة وعدم التحفيز بشتى معانيه يولد الاحباط بين الموظفين ويكون طريق الفشل.