قدمت جامعة جازان خلال الأيام القليلة الماضية دروساً رائعة في حفل افتتاح معرض الكتاب, أرى أنها مفيدةً في توعية الآخرين بكيفية صناعة التطور وبناء المنجز, بهرني حفل الافتتاح والاطلاع على منجزات الجامعة ومراحل نموها, إذ إنني لم أكن أُدركُ اختصاري مسافات من الزمن في لمحة قصيرةٍ. كلُّ شيء هناك مبهر حد الإعجاب, إذ برهنت جامعة جازان أنها تقفز للأمام قفزات كبرى لا تعترف خلالها بالمعوقات أو الصعاب, ذلك أن مديرها وكافة طاقمها الإداري والأكاديمي لم يكونوا حريصين على الظهور ولم تفتنهم الفلاشات والأضواء, وتركوا زمام أمور كرنفالهم الاحتفائي وكافة ترتيباته لطالبات وطلاب الجامعة, حتى يثبتوا عملياً وأمام الجميع أنهم على مستوى عالٍ من الإعداد والتهيئة, لم يكن المبهر فقط حفل الافتتاح وفقراته, بل إن الجولة التي قمنا بها على البنية التحتية للجامعة وما تم إنجازه من منشآت, تكشف عن صدقٍ في العمل وإخلاصٍ في التعاطي مع مفهوم التنمية وتهيئة البيئة التعليمية الملائمة والمتطورة, الآخذة بعين اعتبارها أحدث الدراسات التربوية. بحجم كل شيء شكراً لجامعة جازان على ما تقوم به من تنمية وطنية رائعة, إن ذلك درس قدمته جامعة جازان الناشئة, وبالمجان للجامعات العريقة الأخرى, وحتى تتقدم أساليب التعاطي مع التطورات التعليمية والتقنية عند البقية, سنبقى نقول لجامعة جازان, أنتِ في المقدمة. التجربة في جامعة جازان, يجب أن تستفيد منها مؤسسات أخرى وعلى رأسها وزارة الثقافة والإعلام والتي مازالت تكرر نفسها من خلال معرض الكتاب, فمازالت الوجوه نفسها والأفكار القديمة والمعهودة لم تتبدل, وأظنها بحاجة لأن تتعرف على تجربة جامعة جازان في ضخ وتقديم وجوه شابة وجديدة, وتقديمها إلى ساحة العمل العام, وتوليتها القيادة دون شكٍ أو ريبةٍ من قصورٍ ما قد تحدثه مثل تلك الأعمال التقدمية, ودون الاستئثار بالأدوار التي مازال القدماء يعتقدون أنها من تجلب لهم الأضواء.