أثناء نشوة الجميع وهم في حضرة الإبداع والألق، متفاعلين مع أوبريت «يومنا الذهب» بجامعة جازان ضحى أمس، همست في أذن الصديق والكاتب الجميل الدكتور حمود أبو طالب قائلاً: «جازان – فعلاً- أغنية العشاق»، فأمّا العشاق فقد تجلّت صورهم في أولئك الشباب «الورد» الذين ملأوا ردهات الجامعة وأبهاءها وممراتها في نظام وتنظيم لافتَين ممتعَين وهم يرحبون بأمير المنطقة والضيوف، وقدموا الحفل والأوبريت بلوحاته الآسرة، وكانوا حقيقةً في كل ما فعلوا أنموذجاً رائعاً مبشراً بمستقبل باهر لهذا الجيل النابت المكتنز بالوعي والمعرفة والأنفة والألفة. وأمّا الأغنية فمدينتُهم الجامعية التي يتكئ جمالُها وأناقتُها على تسعة ملايين متر مربع على شاطئ البحر، وتجاوَز الإنجازُ في مبانيها نحو ستين بالمائة. احتفل شباب جامعة جازان أمس، بمناسبة شفاء المليك المحبوب، وقدموا أروع اللوحات خطابةً وشعراً وفنّاً ورقصاّ، وانتشينا معهم كلنا، ورقص الأمير معهم ورقصنا، وشهد بهوُ كلية العلوم صورة «أبو متعب» وهي تُفرِد ظلالَها البهية بطريقة فنية مميزة على وجه البهو وقلوب أبنائه الطلاب، وحُقَّ لهم أن يُغنّوا ويفرحوا ويبتهجوا بملك العطاء، فلولاه بعد الله، ما كانت أغنيتهم –مدينتهم الجامعية – لِتملأ أرضَهم جمالاً وبهاءً وأملاً وتطلعاً لمستقبل رائع، فالعلم قاعدة كل بناء مستقبلي مبهر، وهؤلاء الأكثر من ستين ألف شاب وفتاة في جامعة جازان؛ هم لَبِناتُه وبُناتُه. كان لافتاً أن الحفل كلَّه مِن ألِفه إلى يائه من إعداد وتقديم وتنفيذ وإخراج طلاب الجامعة، وكانت فكرة متميزة: تدشين كرسي الأمير محمد بن ناصر للدراسات الاجتماعية، فدور الجامعة هو التغلغل في قضايا المجتمع، وكان من المبهر أمران أولهما: كثافة الكليات والتخصصات العلمية التطبيقية في الجامعة، والثاني: الإنجازُ الواضحُ سرعتُه وإتقانه في منشآتها التي تسابق الزمن.. وأثناء الجولة كان الكل منبهراً بضخامة وجمال المنجَز، قال أحد كبار الحضور بلهجة عسيرية مُترَعة بالصدق والعفوية: «هنا ما فيه سرقان». وقال لي أستاذنا الدكتور هاشم عبده هاشم، رئيس تحرير عكاظ: « فتش عن الإدارة «.. وعلى مائدة الغداء كان الدكتور حسن جعبور، المشرف على مشروعات المدينة الجامعية, والدكتور حسن حجاب وكيل الجامعة، يتحدثان عن المميزات التي أكرم الله بها المدينة الجامعية من حيث سعة الأرض وتدفقات الدعم، و … و … قلت: لقد أكرمها الله بكم وبأمثالكم وبقيادة مديرها الدكتور محمد هيازع، هذا هو أعظم ما يكرم الله به أي منشأة.. «الرجال المخلصون بوعي»، الذين يستطيعون استثمارَ وترجمة دعم الدولة بوضوح ونجاح.