تعتمد عملية وضع الأهداف عادة على اثنتين من الملكات الإنسانية الأربع وهما: الخيال المبدع والإرادة المستقلة. فنحن نستخدم خيالنا المبدع لكي نتصور الفرص الممكنة إلى أبعد من خبرتنا المباشرة، ونستخدم إرادتنا المستقلة لاستشفاف الخلفية والظروف، فعندما نضع هدفا نقول: "أنا أرى شيئا مختلفا يحدث حاليا، وسأستخدم جهودي لجعل هذا الشيء ملموسا" فنحن نستخدم خيالنا لكي يكون الهدف حاضرًا في الذهن، ونستخدم الإرادة لكي ندفع ثمن الوصول إليه. وقوة هاتين الملكتين قوة هائلة، فهما بمثابة القوة وراء العيش بهدف، أي عملية التغيير الواعي، ولكن هاتين الملكتين تمثلان فقط جزءًا من القوى التي نملكها، فهناك قوة الملكتين الأخريين من ملكاتنا، وهما: الضمير: ونقصد به تلك الصلة العميقة التي تربط الأهداف والرسالة الشخصية، والحاجات، والمبادئ. وإدراك الذات: وهو التقييم الدقيق لقدراتنا، والرصيد المتوفر لنا في حساب الكرامة الشخصية. وهنا يمكن النظر بعمق إلى هاتين الملكتين لنرى كيف أن حضورها يمنحنا القوة لكي نضع أهدافا ذات معنى. فالضمير له قوته، لأنه يوجد الصلة بين الأهداف والرسالة الشخصية والمبادئ، وهذا يعطي الرشد المطلوب عند لحظة الاختيار والقرار، عندما نضع هدفا ما، وهي اللحظة التي نقرر فيها، بكامل وعينا، أن نركز طاقتنا نحو هدف معين، هي في الحقيقة لحظة اختيار، ما الذي يحدد هذا الاختيار؟ هل يحدده ما تفرضه المرآة الاجتماعية، أم ما يفرضه علينا الآخرون، أم مبادئ صحيحة تركز على العطاء النابع من الداخل؟ إن الأهداف المتصلة بالذات من الداخل لها قوة العاطفة والمبدأ، إنها مشحونة بالدافع الداخلي، ومبنية على الإدراك الحقيقي، الذي يحقق جودة أعلى للحياة. ومن أحسن الطرق للتأكد من حصولك على هذه القوة هو أن تسأل نفسك ثلاثة أسئلة رئيسية: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟ ماذا أريد تحقيقه؟ ما هي الإضافة أو العطاء الذي أريد أن أصنع؟ ما هي الغاية التي أنشدها من وراء ذلك؟ إن ماذا؟ المبنية على المبادئ تركز على النمو والعطاء، إنها ليست مجرد تحديد أهداف وتحقيقها. العبرة في النهاية بنوعية الأهداف التي نركز عليها، في هذه الحياة نجد أن ما تسعى إليه تصل إليه، فإن كانت أهدافنا نابعة من وعينا، ومن المبادئ، التي تحقق جودة أعلى للحياة فنحن نسعى إلى الأفضل وسنحصل عليه.