تداولت هذه المقولة بين الناس وكثر قولها لا سيما بين المتزوجين وخصوصا الذين يعانون منهم من أم الزوج أو أم الزوجة المتسلطة , ليس ذلك فحسب فلم يسلم منها حتى العزاب حيث غالباً ما تقال عندما يأتي ضيف والعائلة تكون مجتمعة على السفرة ومازال بها طعام من باب السخرية وكأنهم يقصدون « من حب حماتك فيك مازال الأكل موجوداً « فتلك الفتاة تخبر عن بطولاتها اليومية مع حماتها لدرجة أنها تفكر في خطط جهنمية وكيف ترد لحماتها ما حدث معها في المواقف السابقة وتلك الأخرى تشتكي من إهمال زوجها لها واهتمامه بأمه وتظل تفكر وتدبر كيف ستقطع علاقة زوجها بوالدته , وتلك الحماة التي تقتلها الغيرة في كل مرة ترى فيها ابنها مع زوجته وكل همها كيف تتفنن في خلق المشاكل من تحت الأرض ولا يهدأ لها بال إلا باندلاع البغضاء بينهم , أما تلك الحماة المتفوقة التي تستحق شهادة تفوق في الحيل والمكر تترك كل أمورها الحياتية وتكرس جل وقتها في تدبير الأفكار الهدامة التي لا تخطر على بال إبليس نفسه من أجل أن تحافظ على زوج ابنتها لها بل وتفكر فقط كيف تقطعه من أهله وذويه ويبقى مثل اللعبة « الشخشيخة « خادماً لها وسائقاً لابنتها . والآخر من يمنع زوجته من الذهاب لمنزل أهلها بحجة « أنا عندي شغل « . في المقابل نجد أن مثل ما هي الأصابع في اليد لا تستوي كذلك الحموات لا يستوين , فكما أنعم الله على بعض الناس بحموات لا يتعاشرن كذلك أنعم الله على البعض الآخر بحموات « يوضعن على الجرح يبرى « . لكني تعجبت من هذه الزوجة وتلك الأخرى وأولئك الأزواج الذين يكرهون حمواتهم كره العمى ولا يطيقون حتى ذكر أسمائهم على الرغم من طيبتهم , تعجبت لأُناس مثل هؤلاء لا يخافون الله في أنفسهم ولا يفكرون إلا في قطع علاقة أزواجهم من أهلهم فقد تناسوا أن هذه الدنيا سلف ودين فكما تدين تدان. جدة