|ابنتي العزيزة.. وأنت فعلاً مثل ابنتي.. لا أعرف كيف ابدأ الكلام معك أو بمعنى أوضح أشعر بالحرج في الكلام.. ذلك لأن الحماة دائماً لها صورة بشعة وتصرفات لا تعجب زوجة الابن، ويبدو أن هذه المشكلة التي لم يجد العلماء حلاً لها رغم انها ببساطة شديدة ليست مشكلة فكل منا يخاف الآخر ويغار منه ويشعر بأنه يشاركه فيما يعتقد بأنه حقه وحده.. ولكن يا ابنتي العزيزة.. يجب ان تفهم كل منا الأخرى وليكن في علمك وعلم كل زوجة أن أم الابن قامت بتربية ابنها والذي هو الزوج لك وحرصت على حسن تربيته وتقويته ليكون في النهاية زوجاً صالحاً قادراً على تحمل اعباء الزوجية من كل النواحي ومنذ كان طفلاً رضيعاً وانا أتصوره مع زوجته وكان حلما لي أن أعيش حتى أراه زوجاً من ابنة الحلال التي تسعده في حياته وتقوم نحوه بما كنت أقوم به من رعاية وحب، وكم كانت سعادتي غامرة عندما اختار زوجته وشريكة حياته، وكم كانت سعادتي وانا ازفه اليك.. فهو ابني وما يسعده يسعدني فطالما هو سعيد معك فأنا ايضاً سعيدة ولا تظني انني اشاركك فيه أو انك تشاركيني فيه فأنا أنجبته لأجلك أنت، ولاشك أنك تحاولين اسعاده كما حاولت انا من قبل والآن ألقيت عليك مسئولية اسعاده والقيام بواجباته كما كنت أفعل انا له قبل ان تصبح له زوجة وحياة مستقلة فلا تتصوري يا ابنتي العزيزة انني أكرهك أو أحقد عليك أو أتحامل عليك لانك على حد زعم ما هو منتشر بين الناس خطأ بأن زوجة الابن تأخذ الابن من أمه ابداً يا ابنتي العزيزة فأنا التي أعطيته لك عن طيب خاطر واحسنت تربيته من أجلك فلماذا هذا الشعور العدائي المفتعل الذي افترض في كل حماة لمجرد زعم الكثير من الناس من أن الحماة وزوجة الابن اعداء وسموها مشكلة ازلية لا يا ابنتي العزيزة.. حتى ولو كان هذا افتراضاً موجوداً بين الحموات لا يجب ان نعممه.. لا أقول ذلك دفاعاً عن نفسي باعتباري حماة، ولكن اقوله لكي تكتشفي بنفسك أي نوع من الحموات حماتك وهل هي مثل ما يشاع عن الحموات أم هي شيء آخر.. لا تأخذ كلام الوشاة والمغرضين يفسدون علينا حبنا وعلاقتنا الطيبة التي يجب أن تكون عليها حياتنا وكلانا مرتبط برباط زواجك من ابني فأنا الماضي وأنت الحاضر والمستقبل. تعالي يا ابنتي العزيزة نترك ما يقال لمن قال ونكشف عن انفسنا بدون حكم مسبق على ما يمكن ان يكون بيتنا ودون اخذ ما يشاع عن علاقة الحماة بالزوجة التي اختارها ابنها لتكمل له نصف دينه وتعطيه حبا آخر وحنانا آخر غير حنان الأمومة وتعطيه الابن والابنة، أقول تعالي لا نستسلم لرأي الناس في هذه العلاقة والتي في الغالب ليست حقيقية بقدر ما هي تشويه لتلك العلاقة التي يجب ان يسودها السلام. غدا يا ابنتي العزيزة.. وقريبا ستكونين في موقفي وتعرفين ان الأم لا تريد من هذه الحياة الا سعادة أولادها حتى ولو كان هذا على حسابها ومهما فعل بها ابنها فهي امه وتخاف عليه وتتمنى له السعادة وتحرص على ان تكون حياته مستقرة مع زوجته وابنائه. تحياتي لك يا ابنتي العزيزة وأتمنى ان أكون فتحت صدري لك، وكان صدرك ايضاً مفتوحاً لي وتفهمي كلامي وحبي لك . ادعو لك يا ابنتي العزيزة يا زوجة ابني العزيزة بالسعادة مع ابني ورزقكم الله الذرية الصالحة .