لست متعصبة للمرأة ولكني متعصبة للحق أو على الأقل ما أراه حقا ، ومنذ أن دخلت بوابة الكتابة وجدتني كلما كتبت عن المرأة وحقها باتخاذ القرار ، جاءتني عدة ردود جميلة وموضوعية ، بعض الأهل والأصدقاء قالوا لي إن القرار أصلا بيدها فقط نحن موصلون.( لي عودة لبعض الردود بمقال آخر ). هناك من يقول إن النساء متسلطات بل هناك منهن من يضيعن رجالهن وبيوتهن بسبب هذا التسلط ،وهو قول لا ننكره فكما يوجد رجل متسلط وعنيف توجد نساء كذلك .وعندما نطالب بحقوق المرأة لا يعني أننا نريد هضم حقوق الرجل ،ولا أن نزرع للنساء ذقونا وشوارب . ولكن يعني أمرين الأول ، أن تعرف حقوقها جيدا وتتصرف حسبما تراه مناسبا ، والثاني أن تعني أن هذه الحقوق التي لها لا تعني هضم حق زوجها وأبنائها بحياة سعيدة ومستقرة . حياة تقوم على الود والاحترام وبناء بيت سعيد ، ومن ثم تكوين جيل متفهم واع يعي ما عليه وما له ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) صدق الله العظيم . الود والرحمة هما الأساس ، وهما اللذان يعطيان لكل ذي حق حقه برضا وحنان وحب .. هناك صور قاتمة لبعض السيدات كما لبعض الرجال ، ولعلها على أشدها عندما تنظر السيدة لما يراه الناس من شكلها الخارجي ، ومن سفراتها وعلاقاتها ، أكثر مما تراه هي وواقعها ، ولا تفكر بميزانيتها هل تتحمل الثوب الفلاني أو الحقيبة العلانية ، أو تلك السفرة إلى بلاد لها رنة في اسمها ، لمجرد أن تدع الناس يرون نعمة غير موجودة أساسا. إنها لا تمد رجلها حسب لحافها ولكن تريد استعارة أغطية الناس وهذه الأغطية لها ثمنها ، هناك من يستلف من البنوك كي يسافر ، وهناك من تتحمل البطاقات الائتمانية الشيء الكثير ( أحدهم رهن منزله كي يسافر) ومن ثم يعودون كي يسددوا القروض ، ويصبح الزوج مكتئبا وعصبيا ولا يطاق ، وهي أيضا لا تتحمل كلمة تقال . وبدلا من أن تكون الرحلة استجماما تكون رحلة شقاء تلاحقهم .. السيدة النكدية التي مهما عمل لها لا تفرح ، سيدة همها أن تكدر الجو ولو كان صحوا ورائقا . ذات مرة دخلت سيدة مكتبي كما الزوبعة . وقالت ( طلقني زوجي طلاقا تعسفيا ) . كدت أشمر عن ساعدي لأقف جنبها ، ولكن بعد أن سمعت منها ، قلت في خاطري لو كنت زوجها لطلقتها بالعشر وليس بالثلاث .شتمت أمه وأخوته وزوجات أخوته وأزواج أخواته . لم يبق شيء يحيط به ألا وتذمرت منه ، وكل من حوله نيته سيئة ولابد أن يصلها شره يوما . مقيمة بشقتها ضمن الأسرة ، تذهب لوظيفتها ، لا تصرف من دخلها ،مستقلة في معيشتها ، بمعنى لو تبصرت أمرها قليلا ، وحاولت أن تمد جسور المودة لما كلفها ذلك سعادتها واستقرارها ، فقط لو أنها بدلا من النكد بحثت عن كل جانب مشرق وعززته . ولكن كما عندنا صور قاتمة هناك صور مشرقة لرجال رفعوا من زوجاتهم من أميات إلى مثقفات وعاملات منتجات وربات أعمال . وهناك رجال يتزوجونها تدرس وثم ثمن يمنعونها عن العلم وحتى لو كان هو ذاته يتعلم ، ثم تكبر الهوة الثقافية بينهما ويبحث عن سيدة أخرى ( تواجهه ). بالمقابل هناك سيدات يرفعن من قدر رجالهن ويحفزنهم ويبنين البيوت ويعمرنها بالحب والفرح.. هناك نساء يخلقن من الرجل الكسول رجلا متحفزا ومتحمسا ، ومن نصف متعلم إلى حامل شهادات عليا . قد تكون المسألة ليست امرأة ورجلا قدر ما هي ذكاء اجتماعي وثقافة اجتماعية وأسرية تجمل الحياة وتجعلها أكثر إشراقا . قد لا يكون التركيز على الحقوق هو المهم مثلما يهمنا كيفية الموائمة بينها ، وبين الظروف المحيطة ، وتعديل تصرفنا رجالا ونساء حسب الظرف المتاح بلا ضرر ولا إضرارحتى يكون للبيوت دعامتها .