في الأيام الماضية سعدت بزيارة سلطنة عمان والتي لم يكن لدي نية لزيارتها من قبل لولا أن نقاشاً دار بيني وبين أحد الأصدقاء العمانيين في تويتر حول بعض الأوضاع هناك تطور الى دعوة للزيارة ولم أكن أتوقع أن تتحول الى واقع إلا بعد أن وجدتني أبحث عن حجوزات وأرتب وضعي هناك وأكثر ما كان يشدني هو سر هدوء أهلها وعدم تواجدهم في مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة كما هو حال أبناء دول الخليج الأخرى وإن حضروا فلا تجدهم منجرين خلف القضايا الخلافيه والأمور السطحية التي تشغل الأمة. عند وصولي مسقط استقليت تاكسي المطار للذهاب الى الفندق الذي سأقيم فيه ولأنني ذاهب لبلد لا أعرف عنه شيئا وباحث عن المعرفة فلم يمهلني فضولي كثيرا حتى أمطرت قائد التاكسي بالأسئلة والتي كان يجيبها بابتسامه وبهدوء ولم ينقطع معها ترحيبه بوصولي لعمان وكنت قد عرفت منه أنه لا يحق لغير العماني العمل في مجال التاكسي بعكس بلادنا التي حتى الآن لم تستطع تطبيق قرار سعودة التاكسي . وصلت الفندق وكان موظفو الاستقبال كذلك من الشعب العماني وبعد أن أخذت قسطاً من الراحة اتصلت بصديقي التويتري الذي لم يكن يعلم بقدومي وأخبرته أنني متواجد بالسلطنة وحضر على الفور مرحبا طيلة فترة اقامتي هناك .كانت الابتسامة لا تفارق من تقابله في الشارع وكذلك إفشاء السلام مما يفتح قلبك لمن أمامك ويكسر حاجز التردد عن السؤال أو التعارف ولم أكن لأتخيل أن بلدا عربيا يحمل هذه الطبائع . الأرض العمانية والتطور كان جليا من حيث العمران وكذلك الخدمات بالإضافة الى أن الله قد منحهم أرضا ذات طبيعة جميلة ببحرها وجبالها المنحوتة الشامخة كشموخ أهلها .لم تكن المرأة العمانية غائبة عن المشهد فهي مشاركة لأخيها الرجل في كل المجالات ويعيشون مع بعض لبناء بلدهم بثقة وتكاتف دون أي إشكاليات. صادف وجودي مهرجان مسقط وذهبت مع صديقي لحضور بعض أنشطته والتقينا بالعديد من الإخوة هناك ودارت بيننا الكثير من النقاشات وجدت خلالها الإنسان العماني يطمح للكثير من أجل بلاده ويطمع في كثير من الإصلاحات في شتى المجالات ولديهم بعض الهواجس خصوصا في مسألة البطالة وكذلك كثرة العمالة المسيطرة على السوق العماني وغيرها ولكن ثقتهم في السلطان قابوس كبيرة جدا فهو قريب من الشعب ودائما ما يصدر القرارات التي من شأنها إزاحة كل العوائق أمام شعبه للوصول بهم إلى طموحاتهم التي يسعون بها من أجل تطوير بلادهم فصوت الشعب لديه هو الصوت الأقوى والمسموع وقد ثبت ذلك لهم من خلال إقالات سابقة لمسؤولين ثبت تورطهم بقضايا فساد.ومن أهم الأمور التي تهم الإنسان المسلم الواعي وتبهج صدره هو أن يجد أمامه نموذجا جميلا للتعايش بين المذاهب الإسلامية هناك من أباضية وشيعة وسنة والذين يعيشون بقلب واحد دون أن تخترقهم الفتنة. ذهبت برفقة بعض الأصدقاء هناك الى الكثير من الأماكن وشدتني الكثير من الأمور التي سوف أذكرها على حسابي في تويتر إن شاء الله فمساحة زاوية المقال هنا لن تكفي لأذكر فيها سوى القليل من كثير ما أدهشني وأعجبني في عمان الأرض والإنسان ولا أخفيكم بأنني فكرت في زيارة أخرى قريبة وأنا في طريقي للعودة فالسلطنة وأهلها لا يملون .